أسرار الآیات و أنوار البینات

محمد بن ابراهیم بن یحیی الشیرازی

نسخه متنی -صفحه : 186/ 136
نمايش فراداده

الفطرة أي من العدم إلى الوجود هو الجنةالتي كان فيها أبونا آدم«1» و أمنا حواءكما قال: يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ و السقوط الثاني لهمن العدم إلى الوجود هو الهبوط منها إلىدار الدنيا لقوله تعالى: اهْبِطُوا مِنْهاجَمِيعاً و الرجوع إلى الفطرة هو العود منهذا الوجود المجازي إلى العدم و هو إما عدمالقالب بالموت الطبيعي«2» «كُلُّ مَنْعَلَيْها فانٍ» و به يستحق المؤمن منأصحاب اليمين جنة السعداء و الكافر منأصحاب الشمال جحيم الأشقياء و الثانيعدم«3» النفس بموت الفزع قوله: وَ يَوْمَيُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِيالسَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ و بهيستحق جنة الكاملين «يا أَيَّتُهَاالنَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِيإِلى‏ رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً» والثالث عدم الروح بموت الصعق و الفناء فيالتوحيد قوله: وَ نُفِخَ فِي الصُّورِفَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْفِي الْأَرْضِ و به يستحق جنة الموحدين«فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِيجَنَّتِي».

اعلم أن المجي‏ء إلى الدنيا هو النزول منالكمال إلى النقص و السقوط من الفطرةالأولى و لا محالة صدور الخلق من الخالقليس إلا على

(1). يعني أن ذلك المسقط هو تلك الجنة و لتلكالجنة عالمان عالم الملكوت الروحاني وعالم الملكوت الصوري و السقوط من تلكالجنة إلى الدنيا بلا واسطة و فاصلة إنماهو السقوط من الجنة الصورية إلى محاذيهافي المراتب الصعودية العودية جنة أصحاباليمين الذين هم المحشورون بالصور والقوالب الجسمانية و هو المعروف بعالمالمثال الواسطة بين العالمين عالمالروحاني المعنوي العقلاني و عالمالطبيعي الجسماني الهيولاني (نوري قدسسره)

(2). و هو موت البدن يقوم الساعة و القيامةالصغرى و لعدم النفس يقوم الساعة والقيامة الوسطى و لعدم الروح يقوم الساعةو القيامة الكبرى. (نوري قدس سره)

(3). يعني من هذا العدم انقلاب الوجودالصوري الملكوتي المثالي المجرد عنالمادة الهيولانية و المدة الزمانيةبوجود الروحاني المعنوي المجرد عن الصورةو عن المادة و المدة الواسطة بين عالماليوم الإلهي السرمدي و بين اليومالنفساني الدهري الصوري المعروفة باليومالربوبي و ذلك العالم الواسط برزخ روحانيبين الوجود الحقاني و بين الوجود الإمكانيالصوري المجرد و الوجود الهيولاني و بنفخةالفزع ينتقل الأرواح من القوالب الصوريةإلى ذلك العالم الواسط الروحاني الغيرالحقاني ثم ينتقل تلك الأرواح بنفخة الصعقإلى الوجود الحقاني الذي هو عالم وجهاللّه الباقي ببقاء اللّه (نوري قدس سره)