قال صاحب الكشف إنما سميت الساعة ساعةلأنها تسعى إليها النفوس لا بقطع المسافاتالمكانية بل بقطع الأنفاس الزمانية بحركةجوهرية ذاتية و توجه غريزي إلى اللّهتعالى كما بينا في لمية ضرورة الموتالطبيعي فمن مات وصلت إليه ساعته و قامتقيامته و هي ساعة القيامة الصغرى و على هذاالقياس حصول يوم القيامة العظمى و الطامةالكبرى التي لساعات الأنفاس كاليومللساعات أو كالسنة للأيام.
و اعلم أن أهل المعرفة و اليقين لا يشكونفي أمر الساعة و لا ينتظرون قيامهاكانتظار أهل الحجاب و الغفلة الذين يشكونفي وقوعها و يسألون عن وقتها «وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْكُنْتُمْ صادِقِينَ» بل أهل اليقينيستعدون لقاءها و يرونها كأنها قائمةعليهم كما في قوله تعالى: وَ ما يُدْرِيكَلَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌيَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لايُؤْمِنُونَ بِها وَ الَّذِينَ آمَنُوامُشْفِقُونَ مِنْها وَ يَعْلَمُونَأَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَيُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍبَعِيدٍ و قوله: يَسْئَلُونَكَ عَنِالسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْإِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لايُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وقوله: وَ يَقُولُونَ مَتى هذَاالْوَعْدُ