أسرار الآیات و أنوار البینات

محمد بن ابراهیم بن یحیی الشیرازی

نسخه متنی -صفحه : 186/ 42
نمايش فراداده

لهذه الجمعية الأسمائية إلا اسم اللّهكما ذكر و كذلك الحي القيوم إلا أن الأولبحسب الوضع العلمي و الثاني بحسب الوضعاللقبي لاشتماله على جميع معاني الأسماءالإلهية تضمنا أو التزاما و لأجل ذلك كلذكر أو دعاء قيل إن فيه الاسم الأعظم فهومشتمل لا محالة على أحدهما أو عليهماجميعا كقوله تعالى: «اللَّهُ لا إِلهَإِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ» وإنما قلنا: إن الحي القيوم مشتمل على جميعالصفات الكمالية و النعوت الإلهية لأناسمه الحي مشتمل على جميع الأسماء الذاتيةفيدل على وجوب الوجود و وجوب الإيجاد ومستلزم من الإرادة و القدرة و السمع والبصر و الكلام و القيوم لكون معناهمبالغة في القيام لإدامة الموجودات علىوجه التمام عدة و مدة و شدة فهو مشتمل علىجميع الأسماء الفعلية كالخالقية والرازقية و الكرم و الجود و اللطف و الرأفةو الرحمة و العطوفة و الإبداع و التكوين والإنشاء و الإعادة و التقديم و التأخير والإرسال و الإنزال و البعث و غير ذلك منصفات الفعل.

فإذا تجلى الباري بعبد بهاتين الصفتينفالعبد يكاشف عند صفة الحي معاني جميعأسمائه و صفاته الجمالية و عند تجلي اسمهالقيوم معاني أسمائه و صفاته الجلالية إذيرى عنده فناء جميع المخلوقات لأن قوامهاو قيامها بقيومية القيوم الحق لا بأنفسهمفلا يرى في الوجود إلا الحي القيوم. و أيضاقد تحقق و انكشف من قاعدتنا الممهدةالمذكورة في توحيد صفاته أن حياته حقيقةالحياة و حقيقة الحياة يجب أن يكون حياة كلشي‏ء فلو لم يكن كذلك لم يكن حياته صرفالحياة. و كذا قيوميته يجب أن يكون محضحقيقة القيام و الإقامة فلا قائم و لا مقيمإلا بقيامه و إقامته فهذان الاسمان هماالاسم الأعظم لمن تجلى له فمن ذكرهمابلسان العيان لا بلسان البيان فقط فقد ذكراللّه باسمه الأعظم الذي إذا دعي أجاب وإذا سئل به أعطى. و كذا الذاكر إذا غاب عنذاته فعند غيبته عن ذاته و فنائه في عظمةالوحدانية بكل اسم دعا ربه يكون الاسمالأعظم. و لذلك لما سئل أبو يزيد عن الاسمالأعظم قال: ليس له حد محدود و لكن فرغ بيتقلبك لوحدانيته فإذن كل اسم هو الاسمالأعظم.