الحكيم، ولكنّ بطانة عثمان أبت إلاّالتمادي في إفساد الأمر والتحريض غيرالمباشر على قتله، بينما بقي الإمام يعالجالموقف في حدود ما أنزل الله تعالى.
* لقد كان الحسن بن عليٍّ السبط الى جانبأبيه (عليهما السلام) في كلّ ما يقولويفعل، واشترك معه في جميع حروبه، وكانيتمنّى على أبيه أن يسمح له بمواصلةالقتال وخوض المعارك عندما يتأزّمالموقف، فيما كان أبوه شديد الحرص عليهوعلى أخيه الحسين (عليهما السلام) خشية أنينقطع بقتلهما نسل رسول الله (صلّى اللهعليه وآله وسلّم)، وبقي الحسن (عليهالسلام) الى جانب والده إلى آخر لحظة، وكانيعاني ما يعانيه أبوه من أهل العراق،ويتألّم لآلامه وهو يرى معاوية يبثّ دعاتهويغري القادة من جيش أبيه بالأموالوالمناصب حتى فرّق أكثرهم، وأصبح الإمامعليّ (عليه السلام) يتمنّى فراقهم بالموتأو القتل، فاستُشهد (عليه السلام) وبقيالحسن ابن علي (عليهما السلام) بين تلكالأعاصير بين أهل الكوفة المتخاذلينوفلول الخوارج المارقين وتحدّيات أهلالشام القاسطين.
* وبعد أن نصّ أمير المؤمنين (عليه السلام)على خلافة ابنه الحسن الزكي وسلّمه مواريثالنبوّة; اجتمع عليه أهل الكوفة وجماعةالمهاجرين والأنصار، وبايعوه بالخلافة،بعد أن طهّره الله من كلّ نقص ورجس،بالإضافة الى توفّر جميع متطلّباتالخلافة فيه من العلم والتقوى والحزموالجدارة، وتسابق الناس الى بيعته فيالكوفة والبصرة، كما بايعه أهل الحجازواليمن وفارس وسائر المناطق التي كانتتدين بالولاء والبيعة لأبيه (عليه السلام)وحين بلغ نبأ البيعة معاوية وأتباعه بدأوايعملون بكلِّ ما لديهم من مكر وخداعلإفساد أمره والتشويش عليه.
* واستلمَ الإمام الحسن السلطة بعد أبيه،وقام بأفضل ما يمكن القيام به في ذلك الجوّالمشحون بالفتن والمؤامرات، فأمّر الولاةعلى أعمالهم