أعلام الهدایة

السید منذر الحکیم‏

نسخه متنی -صفحه : 231/ 45
نمايش فراداده

زواج الإمام الجواد (عليه السلام)

واستمراراً لتوطيد علاقة المأمون بأهلالبيت (عليهم السلام) كان تزويجه لابنته ـاُم الفضل ـ من الإمام الجواد (عليهالسلام)، ولما بلغ بني العباس ذلك اجتمعوافاحتجوا، لتخوفهم من أن يخرج السلطان عنهموأن ينتزع منهم ـ بحسب زعمهم ـ لباس ألبسهمالله ذلك، فقالوا للمأمون: ننشدك الله ياأمير المؤمنين أن تقيم على هذا الأمر الذيقد عزمت عليه من تزويج ابن الرضا، فإنّانخاف أن تخرج به عنّا أمراً قد ملّكناهالله وتنزع منّا عزاً قد ألبسناه الله،وقد عرفت ما بيننا وبين هؤلاء القومقديماً وحديثاً، وما كان عليه الخلفاءقبلك من تبعيدهم والتصغير بهم، وقد كنا فيوهلة من عملك مع الرضا ما عملت حتى كفاناالله المهم من ذلك، فالله الله ان تردناإلى غمٍّ قد انحسر عنّا واصرف رأيك عن ابنالرضا واعدل إلى من تراه من اهل بيتك يصلحلذلك دون غيره.

فقال لهم المأمون: اما ما بينكم وبين آلأبي طالب فأنتم السبب فيه ولو أنصفتمالقوم لكانوا اولى بكم واما أبو جعفر محمدبن علي (عليه السلام) فقد اخترته لتبريزهعلى كافة اهل الفضل في العلم والفضل مع صغرسنه والاعجوبة فيه بذلك وأنا أرجو أن يظهرللناس ما عرفته منه(1).

فخرجوا من عنده وأجمعوا رأيهم على مساءلةيحيى بن أكثم وهو يومئذ قاضي الزمان، علىأن يسأله مسألة لا يعرف الجواب عنهاووعدوه بأموال نفيسة على ذلك.

واتفقوا مع المأمون على يوم تتم فيهالمساءلة، حيث يحضر معهم يحيى بن أكثم. ثمكان بعد ذلك أن جلس الإمام الجواد (عليهالسلام) يستمع إلى أسئلة

(1) الارشاد: 2/282 وعنه في اعلام الورى: 2/101بلا اسناد، وفي كشف الغمة: 3/144 بالاسناد.