أعلام الهدایة

السید منذر الحکیم‏

نسخه متنی -صفحه : 231/ 64
نمايش فراداده

المعصومون من قبل الله ورسوله (صلّى اللهعليه وآله) ونصّ عليهم الرسول (صلّى اللهعليه وآله) لاستلامه ولتربية الاُمّة منخلاله لم يكن ليمنعهم ذلك من الاهتمامبالمجتمع الإسلامي السياسي وصيانة الدولةالإسلامية من الانهيار بالقدر الممكن لهمبالفعل وبمقدار ما كانت تسمح به الظروفالواقعية المحيطة بهم.

كما أن سقوط الدولة الإسلامية لا يحول دونالاهتمام بالاُمّة كاُمّة مسلمة ودونالاهتمام بالرسالة والشريعة كرسالة إلهيةوصيانتها من الانهيار والاضمحلال التام.

وعلى هذا الأساس تنوّعت مجالات عملالأئمّة الطاهرين (عليهم السلام) جميعاًبالرغم من اختلاف ظروفهم من حيث نوع الحكمالقائم ومن حيث درجة ثقافة الاُمّة ومدىوعيها وايمانها ومعرفتها بالأئمّة (عليهمالسلام) ومدى انقيادها للحكام المنحرفينومن حيث نوع الظروف المحيطة بالكيانالإسلامي والدولة الإسلامية ومن حيث درجةالتزام الحكّام بالإسلام ومن حيث نوعالأدوات التي كان يستخدمها الحكّام لدعمحكمهم وإحكام سيطرتهم.

موقف أهل البيت (عليهم السلام) من انحرافالحكّام

كان للأئمّة المعصومين (عليهم السلام)نشاط مستمر تجاه الحكم القائم والزعاماتالمنحرفة وقد تمثّل في إيقاف الحاكم عنالمزيد من الانحراف، بالتوجيه الكلاميتارة، أو بالثورة المسلّحة ضد الحاكمحينما كان يشكّل انحرافه خطراً ماحقاً ـكثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ضد يزيدبن معاوية ـ وإن كلّفهم ذلك حياتهم وقدعملوا للحدّ من انحراف الحكام عن طريقإيجاد المعارضة المستمرة ودعمها بشكلوآخر من أجل زعزعة القيادة المنحرفةبالرغم من دعمهم للدولة الإسلامية بشكلغير مباشر حينما كانت تواجه خطراً ماحقاًأمام الكيانات الكافرة.