طرائف فی معرفة مذاهب الطوائف

ابو القاسم علی بن موسی بن جعفر؛ تحقیق: علی عاشور

جلد 2 -صفحه : 249/ 91
نمايش فراداده

قال عبد المحمود فما أرى نبيهم قال لعامربن الطفيل إن ذلك إلى اختيار الأمة فإذاكان الأمر في تعيين من يكون قائما مقامنبيهم إلى الله وحده يجعله حيث يشاء و إنذلك ليس إلى غير الله فكيف انفردواباختيارهم من يقوم مقامه و جعلوا لأنفسهمما لم يجعله الله لهم و لا لنبيهم إن ذلك منعجائب المناقضات. قال عبد المحمود و اعلمأيضا أني اعتبرت كتبهم في الزهد في ذكر تركالعصبية فرأيتهم موافقين مع الإمامية فيأن اختيار الإمام من الله تعالى و إن كانوامخالفين لهم في العلة و هي اعتقادهم أنهممجبورون. فمن ذلك ما ذكره الغزالي في كتابمنهاج العابدين عند ذكر التفويض قال و أماالتفويض فتأمل فيه في أصلين أحدهما أنكتعلم أن الاختيار لا يصلح إلا لمن كانعالما بالأمور بجميع جهاتها ظاهرها وباطنها و حالها و عاقبتها و إلا فلا يأمنأن يختار الفساد و الهلاك على ما فيه الخيرو الصلاح أ لا ترى أنك لو قلت لبدوي أو قرويأو راعي غنم انقد لي هذه الدراهم و ميز ليبين جيدها و رديها فإنه لا يهتدي لذلكبيقين و كذا لو قلت لسوقي غير صراف فربماهو أيضا لم يهتد فلا تأمن إلا أن تعرضه علىصيرفي خبير بالذهب و الفضة و ما فيهما منالخواص و الأسرار و العلم المحيط بجميعالوجوه لا يصلح إلا لله رب العالمين فلايستحق أحد أن يكون له الخيرة و التدبير إلاالله وحده لا شريك له فلذلك قال الله تعالىوَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ هذالفظ الغزالي. و هذا مذهب الإمامية كثرهمالله تعالى و بعض حجتهم في أن اختيارالأئمة (ع) راجع إلى الله تعالى فكيف يحسنمن هؤلاء الأربعة المذاهب‏