طرائف فی معرفة مذاهب الطوائف

ابو القاسم علی بن موسی بن جعفر؛ تحقیق: علی عاشور

جلد 2 -صفحه : 249/ 94
نمايش فراداده

فيا لله و العجب أيها المسلمون و أيهاالعقلاء انظروا إلى هذا الاختلاط والاختلاف تارة يقولون إن الاختيار إلىصلحاء الأمة و علمائها و تارة يقنعونباختيار عمر وحده لأبي بكر و تارة يروون أنأبا بكر اختاره وحده عمر و أبا عبيدة فيذلك اليوم إن ذلك من عظائم الإفراط و قبيحالاختلاط و من طريف ذلك أن هذه الروايةالتي قد شهدوا بصحتها تشهد أن أبا بكر توصلإلى الخلافة بخديعة للأنصار و المكر بهم والغرور و الخيانة بهم و أطمعهم أنهمالوزراء فلما تمكن مما أراد غدر بهم و قدحفي شهادته لهم باستحقاق الوزارة و دفعهمعنها و لم يستوزر أحدا منهم. و من طريف ذلكأن المعلوم من دين المسلمين أنه لا يجوز أنيكون لهم في وقت واحد إلا إمام واحد فتجبأن يكون المجتمعون في السقيفة الذين قالوامنا أمير و منكم أمير و الراضون بقولهمضالين و إذا كانوا ضالين فكيف انعقدت بيعةأبي بكر بقوم ضالين و ذلك لا يصح عند كافةالمسلمين فإنهم كانوا بين قائل بذلك و بينتارك للإنكار إلى أن حدث من المكر بهم والمغالبة بهم

مبادرة أبي بكر و عمر إلى طلب الخلافة قبلتجهيز نبيهم

و من طرائف المتجدد في تلك الأوقات أنالخليفتين عندهم أبا بكر و عمر يتركاننبيهما و من كان سببا فيما بلغا إليه منالدنيا ميتا بين بني هاشم و لم يصبرا لقضاءبعض حقوقه و لا مواساة بني هاشم و لامشاركتهم في تجهيزه و يبادر الخليفتانالمذكوران إلى طلب الدنيا الفانية قبلفراغ بني هاشم من تجهيز نبيهم و لا يكونعندهما من المراقبة لله و الحياء من أهلبيت نبيهم و حسن الصحبة أن يصبروا عن طلبالخلافة حتى يدفن نبيهم إن هذا مما يتعجبمنه أهل‏