برهان من کتاب الشفاء

ابو علی ابن سینا

نسخه متنی -صفحه : 284/ 207
نمايش فراداده

الفصل التاسع في حال العلم و الظن وتشاركهما و تباينهما

و في تفهيم الذهن و الفهم [112 ب‏] و الحدس والذكاء و الصناعة و الحكمة من المعلوم أنهاهنا علما بشي‏ء و هاهنا ظنا به و أنالاختلاف فيهما من جهة الوثاقة و القلق وأنهما داخلان تحت الرأي و أن بينهما موضعمقايسة و مناسبة.

و ليس كل علم يحسن أن يقايس بالظن بل العلمالتصديقي. و لا كل علم مع كل ظن بل مع ظنيوافقه في جنس الرأي. و أن ما سواه من الظنفيجب أن يقايس بالجهل.

و العلم التصديقي هو أن يعتقد في الشي‏ءأنه كذا. و اليقين منه هو أن يعتقد فيالشي‏ء أنه كذا و يعتقد أنه لا يمكن ألايكون كذا اعتقادا وقوعه من حيث لا يمكنزواله. فإنه إن كان بينا بنفسه لم يمكنزواله. و إن لم يكن بينا بنفسه فلا يصير غيرممكن الزوال أو يكون الحد الأوسط الأعلىأوقعه.

على أنا نعني بالعلم هاهنا المكتسب. والذي يخالفه أصناف من الاعتقاد: اعتقاد فيالشي‏ء الذي هو كذا ضرورة أنه كذا معاعتقاد أنه لا يمكن ألا يكون كذا لكن يكونهذا الاعتقاد في نفسه ممكن الزوال لأنه لميقع من حيث لا يمكن معه الزوال. و اعتقاد فيالشي‏ء أنه كذا مع عدم اعتقاد آخر بالفعلبل بالقوة إذا أخطر بالبال اعتقد و هو أنهيمكن ألا يكون كذا. و اعتقاد في ذلك الشي‏ءأنه ليس كذا و هذا جهل مضاد للعلم لايشاركه. لكن