برهان من کتاب الشفاء

ابو علی ابن سینا

نسخه متنی -صفحه : 284/ 230
نمايش فراداده

الفصل الثالث في أن الحد لا يقتنص أيضابالقسمة و الاستقراء

و تأكيد القول في هذه الأبواب و في مناسبةبعض البراهين مع الحدود و تنبيه بعضالبراهين على الحدود و ليس لقائل أن يقولإن حد الشي‏ء مستنبط بالقياس الشرطي من حدضده لأن حده ضد حد ضده فمثلا إنا إذا علمناأن حد الشر هو الأمر المشتت الغير المنتظمعلمنا أن حد الخير هو الأمر الملتئمالمنتظم بأن نقول هكذا: إن كان حد الشر أنههو الأمر المتشتت الغير المنتظم فحد الخيرهو أنه الأمر الملتئم المنتظم ثم نستثنيلكن حد الشر كذا فإذن حد الخير كذا فإنالجواب عن هذا على وجوه أربعة:

أولها: أنه لم يمكن هذا القياس أن يعطي حدابقياس حتى أخذ حدا باقتضاب و وضع من غيرقياس فأشبه من وجه صاحب القسمة و صاحبالاستقراء إذ كل واحد منهما يأخذ المطلوببوجه ما مصادرة و يضعه وضعا و يظن أنه بينهبقياس ضروري. و إن كان هذا إنما صادر علىنقيض مطلوبه: لأنه طلب أن يبين الحد بقياسفأخذ الحد بلا قياس.

و قد عرفنا أن صاحب القسمة كيف يفعل هذا وأن [115 ا] صاحب الاستقراء كيف يعرض له أنيفعل هذا فليتأمل من هناك.

و الثاني أنه عرض لهذا شي‏ء آخر و هو أنهجعل القانون في كسب الحد أن يوضع حد ضدالمحدود. فإذا طالبناه بأن يبين كيف يحدالضد الآخر المبين به حد هذا الضد و هو فيهذا المثال