جوهر النضید فی شرح التجرید

خواجه نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

نسخه متنی -صفحه : 299/ 201
نمايش فراداده

العلل الأربع

(قال و العلل أربع ما منه و ما فيه و ما به وما له) أقول لما ذكر أن حكم القطعي بالشي‏ءالذي له علة إنما يحصل عند وجود علته أشارهاهنا إلى بيان العلل و أقسامها.

و اعلم أن العلة هي ما يتوقف عليها وجودالشي‏ء فإن كان جميع ما يتوقف عليها فهيالعلة التامة و إلا فهي الناقصة.

و أقسام العلل أربعة لأن وجود الشي‏ءالمركب إنما يحصل بحصول أجزائه و فاعله وغايته فإذا حصل هذه الأشياء وجد الشي‏ءفلا يتوقف على غيرها.

و الأجزاء إما مادته [مادية] و هي التييحصل بها الشي‏ء بالقوة كالخشب للسرير وإما صورته [صورية] و هي التي يحصل بهاالشي‏ء بالفعل كالصورة السريرية.

و الفاعل هو المفيد للوجود و الغاية مالأجله الشي‏ء و إلى المادية أشار بقوله مافيه و إلى الصورية أشار بقوله ما به و إلىالفاعلية أشار بقوله ما منه و إلى الغائيةأشار بقوله ما له (قال و يقع الجميع فيأواسط البراهين كبيان الخسوف بمقاطرةالأرض للنيرين و وجوب وجود الإصبع الزائدةبوجود المادة المستعدة لقبول صورتهافاضلة عن المقدار الواجب و مساواة مثلثينتساوت أضلاع متقاطرة و زوايا تتخللهامنهما بالتطبيق و وجوب تعريض الطواحينبالاحتياج إلى جوده المضغ و قد يستعملالجميع في بيان شي‏ء واحد) أقول كل واحدةمن هذه العلل تصلح أن تقع وسطا في البرهانأما وقوع العلة الفاعلية فكما تقول القمرمنخسف لأن الأرض وقعت مقاطرة للنيرينفمقاطرة الأرض علة فاعلية للكسوف.