جوهر النضید فی شرح التجرید

خواجه نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

نسخه متنی -صفحه : 299/ 41
نمايش فراداده

أقول هذا هو القسم الثاني من أقسامالمنفصلة و هي التي يحكم فيها بامتناعاجتماع جزأيها على الصدق خاصة و تسمىمانعة الجمع كقولنا هذا الشي‏ء إما حجر أوشجر فإنه يستحيل اجتماعهما على الصدق ويمكن كذبهما معا فالتعاند بين جزأيها إنماهو في الصدق خاصة.

و هي مؤلفة من الشي‏ء و الأخص من نقيضهلأن نقيض الحجر هو اللاحجر و الشجر أخص منهفإذا حذف اللاحجر و أورد بدله الشجر كانتمانعة الجمع و كذا نقيض الشجر هو اللاشجر والحجر أخص منه فإذا حذف و أورد بدله حدثتالمنفصلة المذكورة.

و إنما منعت الجمع خاصة لاستحالة اجتماعالشي‏ء مع ما هو أخص من نقيضه لأن وجودالخاص يستلزم وجود العام و لما جاز ارتفاعالشي‏ء مع ما هو أخص من نقيضه و لا يلزممنه رفع النقيضين لم يمنع الخلو (قال أويمنع الخلو فقط كقولنا زيد إما في الماء وإما غير غريق و يحدث من تعميمه) أقول هذا هوالقسم الثالث من أقسام المنفصلة و هوالمسمى بمانعة الخلو كقولنا زيد إما فيالماء و إما أن لا يغرق فإنه يستحيلارتفاعهما و يمكن اجتماعهما بأن يكون فيالماء و لا يغرق فالتعاند بين جزأيها إنماهو في الكذب لا غير.

و هي مؤلفة من الشي‏ء و ما هو أعم من نقيضهلأن نقيض الكون في الماء هو عدم الكون فيالماء و عدم الغرق أعم من عدم الكون فيالماء لصدقه معه و بدونه فإذا حذف اللاكونفي الماء و أورد بدله عدم الغرق حدثت مانعةالخلو و كذا نقيض عدم الغرق هو الغرق والكون في الماء أعم من الغرق فإذا حذفالخاص و أورد بدله العام حدثت المنفصلةالمذكورة.

و إنما منعت الخلو خاصة لاستحالة الخلو عنالشي‏ء و ما هو أعم من نقيضه لاستلزام رفعالعام رفع الخاص و لما جاز وجود العام بدونوجود الخاص جاز وجود الطرفين و صدقهما معا