يؤيد ما ذكرناه أنه لو حسن الظن بشخص وتخيل أنه من أولياء الله و ليس كذلك في نفسالأمر عظمه و احترمه هذا في فطرة كل مخلوقفما قصد أحد انتهاك حرمة الله في أوليائه وهذا من غيرة الحق فإن قلت فقد آذوا الله مععلمهم بأنه الله قلنا في الجواب عن ذلك ماعلموا إن ذلك أذى و أنهم تأولوا فأخطئوا فينفس الأمر لحكم الشبهة التي قامت لهم وتخيلوا أنها دليل و هي في نفس الأمر ليستكذلك و هذه كلها من الحق في عباده أمورمقدرة لا بد من وقوعها فمن غيرته حجابهم عنالعلم به و بالخاصة من عباده فجناب الله وأهل الله على الإطلاق محترمون ما لم تعينأو يتأول فاعلم ذلك
إذا اقتضى نظر العبد العارف ظهور الحق فيأعيان الممكنات الثابتة و إنها ما استفادتمنه الوجود و إنما استفادت منه ما ظهر مماهي عليه من الحقائق عند ظهوره فيها فأعطتهكل وصف و نعت اتصف به مما تضيفه بطريقالحقيقة إلى الإنسان أو العالم كيفما شئتقلت و من جملة النعوت الغيرة المحكوم بهافي نسبة ما ظهر به الظاهر لظهور آخر لحكمآخر من عين آخر فإذا كانت العين واحدة فلاغيرة إذ لا غير
و إذا نزلت عن هذا النظر إلى قوله ما مندَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِهاو قوله وَ الله خَلَقَكُمْ وَ ماتَعْمَلُونَ لم يصح وجود الغيرة فإنالغيرة متعلقها النسب أو قل الأعمال و هيكلها لله فعلى من تقع الغيرة و ما هو ثم إذكانت النسب و الأعمال كلها لله
و الغيرة المعلومة الظاهرة في الكون شحطبيعي و الشح في ذلك الجناب العالي و فيالأرواح العلى لا يصح فإذا ظهرت فمن النفسالحيوانية و لهذا توجد الغيرة فيالحيوانات و أصلها ضيق الملك و فقد الغرضفالكرم المطلق لا يكون معه غيرة أصلا
الولاية نعت إلهي و هو للعبد خلق لا تخلق وتعلقه من الطرفين عام و لكن لا يشعر بتعلقهعموما من الجناب الإلهي و عموم تعلقه منالكون أظهر عند الجميع فإن الولاية نصرالولي أي نصر الناصر فقد تقع لله و قد تقعحمية و عصبية