و منهم من أوجدته بيدك و منهم من أوجدتهبيديك و منهم من أوجدته ابتداء و منهم منأوجدته عن خلق آخر فتنوع وجود الخلق وإحياء الخلق بعد الموت إنما هو وجود آخر فيالآخرة فقد يتنوع و قد يتوحد فطلبت العلمبكيفية الأمر هل هو متنوع أو واحد فإن كانواحدا فأي واحد هو من هذه الأنواع فإذاأعلمتني به اطمأن قلبي و سكن بحصول ذلكالوجه و الزيادة من العلم مما أمرت بها قالتعالى آمرا وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماًفأحاله على الكيفية بالطيور الأربعة التيهي مثال الطبائع الأربع إخبارا بأن وجودالآخرة طبيعي يعني حشر الأجساد الطبيعيةإذ كان ثم من يقول لا تحشر الأجسام و إنماتحشر النفوس بالموت إلى النفس الكليةمجردة عن الهياكل الطبيعية فأخبر اللهإبراهيم أن الأمر ليس كما زعم هؤلاءفأحاله على أمر موجود عنده تصرف فيهأعلاما أن الطبائع لو لم تكن مشهودةمعلومة مميزة عند الله لم تتميز فما أوجدالعالم الطبيعي إلا من شيء معلوم عندهمشهود له نافذ التصرف فيه فجمع بعضها إلىبعض فأظهر الجسم على هذا الشكل الخاصفأبان لإبراهيم بإحالته على الأطيارالأربعة وجود الأمر الذي فعله الحق فيإيجاد الأجسام الطبيعية و العنصرية إذ ماثم جسم إلا طبيعي أو عنصري فأجسام النشأةالآخرة في حق السعداء طبيعية و أجسام أهلالنار عنصرية لا تُفَتَّحُ لَهُمْأَبْوابُ السَّماءِ فلو فتحت خرجوا عنالعناصر بالترقي و أما حشر الأرواح التييريد أن يعقلها إبراهيم من هذه الدلالةالتي أحاله الحق عليها في الطيور الأربعةفهي في الإلهيات كون العالم يفتقر فيظهوره إلى إله قادر على إيجاده عالمبتفاصيل أمره مريد إظهار عينه حي لثبوتهذه النسب التي لا تكون إلا لحي فهذه أربعةلا بد في الإلهيات منها فإن العالم لا يظهرإلا ممن له هذه الأربعة فهذه دلالة الطيورله عليه السلام في الإلهيات في العقول والأرواح و ما ليس بجسم طبيعي كما هي دلالةعلى تربيع الطبيعة لإيجاد الأجسامالطبيعية و العنصرية ثم قوله فَصُرْهُنَّأي ضمهن و الضم جمع عن تفرقة و بضم بعضهاإلى بعض ظهرت الأجسام ثُمَّ اجْعَلْعَلى كُلِّ جَبَلٍ و هو ما ذكرناه منالصفات الأربع الإلهيات و هي أجبل لشموخهاو ثبوتها فإن الجبال أوتاد ثُمَّادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً و لايدعى إلا من يسمع و له عين ثابتة فأقام لهالدعاء بها مقام قوله كن في قوله إِنَّماقَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُأَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فزاديقينه طمأنينة بعلمه بالوجه الخاص منالوجوه الإمكانية و من الزوائد وَاتَّقُوا الله وَ يُعَلِّمُكُمُ اللهفتزيد علما لم يكن عندك بعلمك إياه الحقتعالى تشريفا منحك إياه التقوى فمن جعلالله وقاية حجبه الله عن رؤية الأسباببنفسه فرأى الأشياء تصدر من الله و قد كانهذا العلم مغيبا عنك فأعطاك العلم بهزيادة الايمان بالغيب الذي لو عرض علىأغلب العقول لردته ببراهينها فهذه فائدةهذا الحال و من الزوائد أن تعلم أن حكمالأعيان ليس نفس الأعيان و أن ظهور هذاالحكم في وجود الحق و ينسب إلى العبد بنسبةصحيحة و ينسب إلى الحق بنسبة صحيحة فزادالحق من حيث الحكم حكما لم يكن عليه و زادالعين إضافة وجود إليه لم تكن يتصف به أزلافانظر ما أعجب حكم الزوائد و لهذا عمتالفريقين فزادت السعيد إيمانا و زادتالشقي رجسا و مرضا وَ الله يَقُولُالْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
الإرادة عند القوم لوعة يجدها المريد منأهل هذه الطريقة تحول بينه و بين ما كانعليه مما يحجبه عن مقصوده
و الإرادة عند أبي يزيد البسطامي تركالإرادة و ذلك قوله أريد أن لا أريد فأرادمحو الإرادة من نفسه و قال هذا القول فيحال قيام الإرادة به ثم تمم و قال لأني أناالمراد و أنت المريد يخاطب الحق و ذلك أنهلما علم إن الإرادة متعلقها العدم والمراد لا بد أن يكون معدوما لا وجود له ورأى أن الممكن عدم و إن اتصف بالوجود لذلكقال أنا المراد أي أنا المعدوم