منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 1 -صفحه : 394/ 169
نمايش فراداده

فعلى مذهب المعتزلة من اجتنب الكبائر وواقع الصغائر، فان اللّه يكفر الصغائر عنهو لا يحسن مع اجتناب الكبائر عندهمالمؤاخذة بالصغائر، و متى آخذه بها كانظالما.

و عندنا أنه يحسن من اللّه تعالى أن يؤاخذالعاصي بأي معصية فعلها، و لا يجب عليهإسقاط عقاب معصية لمكان اجتناب ما هو أكبرمنها.

غير أنا نقول: انه تعالى وعد تفضلا منه أنمن اجتنب الكبائر، فانه يكفر عنه ماسواها، بأن يسقط عقابها عنه تفضلا و لوأحده بها لم يكن ظالما، و لم يعين الكبائرالتي إذا اجتنبها كفر ما عداها، لأنه لوفعل ذلك لكان فيه إغراء بما عداها، و ذلكلا يجوز في حكمته تعالى.

و قوله «إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ»معناه: من تركها جانبا «1»، و المواليالمذكور في الاية الورثة.

و المراد بقوله «وَ الَّذِينَ عَقَدَتْأَيْمانُكُمْ» قيل: فيه أقوال: أقواهاأنهم الحلفاء.

و النصيب قيل: فيه قولان، أقواهما أنهنصيب على ما كانوا يتوارثون بالحلف فيالجاهلية، ثم نسخ ذلك بقوله «وَ أُولُواالْأَرْحامِ».

فصل: قوله «وَ اللَّاتِي تَخافُونَنُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ» الاية: 34.

قوله «تخافون» قيل: فيه قولان: أحدهما-تعلمون، لان خوف النشز للعلم بموقفه فلذلكجاز أن يوضع مكان تعلم، كما قال الشاعر:


  • و لا تدفنني بالفلاة فاننى أخاف إذ مامت ألا أذوقها «2»

  • أخاف إذ مامت ألا أذوقها «2» أخاف إذ مامت ألا أذوقها «2»

قال الفراء: معناه ما ظننت، و منه قوله(عليه السلام): أمرت بالسواك حتى خفت أن‏

(1) في «ن» خائفا.

(2) معاني القرآن 1/ 146.