منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 1 -صفحه : 394/ 216
نمايش فراداده

و أما النافلة فيصل اليه ضرب من النفعبها، و تقبل الطاعة إيجاب الثواب عليها.

و هذا الذي ذكروه غير صحيح، لان قوله«انما يتقبل اللّه من المتقين» معناه:

انما يستحق الثواب على الطاعات من يوقعهالكونها طاعة. فأما إذا فعلها لغير ذلك،فانه لا يستحق عليها ثوابا.

فإذا ثبت ذلك فلا يمتنع أن تقع من الفاسقطاعة يوقعها على الوجه الذي يستحق عليهاالثواب فيستحق الثواب، و لا تحابط بينثوابه و ما يستحق عليه من العقاب.

و الاتقاء يكون لكل شي‏ء يمتنع منه، غيرأنه لا يطلق اسم المتقين الا على المتقينللمعاصي خاصة بضرب من العرف، لأنه أحق مايجب أن يخاف منه كما لا يطلق خالق الا علىاللّه عز و جل، لأنه أحق بهذه الصفة من كلفاعل، لان جميع أفعاله تقع على تقدير وترتيب.

فصل: قوله «لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّيَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍيَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّيأَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ»الاية: 28.

ان قيل: لم قال ذلك و قد وجب بحكم العقلالدفع عن النفس و ان أدى الى قتل المدفوع؟

قلنا: عنه جوابان: أحدهما- أن معناه انبدأتني بقتل لم أبدأك، لا على أني لا أدفعكعن نفسي إذا قصدت قتلي.

الثاني: قال الحسن و مجاهد و الجبائي: انهكتب عليهم إذا أراد الرجل قتل رجل تركه ولم يمتنع منه.

فصل: قوله «إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَبِإِثْمِي وَ إِثْمِكَ» الاية: 29.

قوله «باثمي و اثمك» معناه اثم قتلي انقتلتني و اثمك الذي كان منك قبل قتلي.

فان قيل: كيف جاز أن يريد منه الإثم؟ و هوقبيح.