منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 1 -صفحه : 394/ 285
نمايش فراداده

الإيحاء هو إلقاء المعنى الى النفس من جهةيخفى منه.

و قوله «وَ أَعْرِضْ عَنِالْمُشْرِكِينَ» أمر للنبي (عليه السلام)بالاعراض عن المشركين، و لا ينافي ذلكأمره إياه بدعائهم الى الحق و قتالهم علىمخالفته لامرين:

أحدهما: أنه أمره بالاعراض عنهم على وجهالاستجهال لهم فيما اعتقدوا من الاشراكبربهم.

الثاني: قال ابن عباس: نسخ ذلك بقوله«فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ» «1».

فصل: قوله «وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ ماأَشْرَكُوا وَ ما جَعَلْناكَ عَلَيْهِمْحَفِيظاً» الاية: 107.

ان قيل: كيف قال تعالى «لَوْ شاءَ اللَّهُما أَشْرَكُوا» و المشيئة لا تتعلق الابفعل يصح حدوثه، و لا تتعلق بألا يكونالشي‏ء؟.

قلنا: التقدير لو شاء اللّه أن يكونوا علىغير الشرك قسرا ما أشركوا، فمتعلق المشيئةمحذوف، فمراد هذه الاية المشيئة حالهمالتي ينافي الشرك قسرا بالاقتطاع عن الشركعجزا أو منعا أو إلجاء، و انما لا يشاءاللّه هذه الحال لأنها تنافي التكليف.

و انما لم يمنع العاصي من المعصية، لأنهانما أتى من قبل نفسه، و اللّه تعالى فعلبه جميع ما فعل بالمطيع من ازاحة العلة،فإذا لم يطع و عصى كانت الحجة عليه، و ربماكان في بقائه لطف للمؤمن فيجب تبقيته.

و ليس لاحد أن يقول: الاية دالة على أنه لميرد هدايتهم، لأنه لو أراد ذلك لاهتدوا، وذلك أنه لو لم يرد أن يهتدوا لم يكونواعصاة بمخالفة الاهتداء، لان العاصي هوالذي خالف ما أريد منه، و لما صح أمرهمأيضا بالاهتداء.

فصل: قوله «وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَيَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِفَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِعِلْمٍ» الاية: 108.

في الاية دلالة على أن المحق يلزمه الكفعن سب السفهاء الذين يتسرعون‏

(1) سورة التوبة: 6.