منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 1 -صفحه : 394/ 50
نمايش فراداده

في الشهر الحرام، فعابوا المؤمنين بذلك،فبين اللّه تعالى أن الفتنة في الدين أعظممن قتل المشركين في الشهر الحرام و ان كانمحظورا لا يجوز.

فصل: قوله «فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّاللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» الاية: 192.

معنى قوله «فان انتهوا» يعني عن كفرهمبالتوبة منه، في قول مجاهد و غيره منالمفسرين.

و في الاية دلالة على أنه تقبل توبةالقاتل عمدا، لأنه بين أنه يقبل توبةالمشرك و هو أعظم من القتل، و لا يحسن أنيقبل التوبة من الأعظم و لا يقبل من الأقل.

فصل: قوله «الشَّهْرُ الْحَرامُبِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَ الْحُرُماتُقِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى‏ عَلَيْكُمْفَاعْتَدُوا عَلَيْهِ» الاية: 194.

أشهر الحرم أربعة: رجب و هو فرد، و ثلاثةأشهر سرد: ذو القعدة، و ذو الحجة، والمحرم، و المراد هاهنا ذو القعدة، و هوشهر الصد عام الحديبية. و انما سمي الشهرحراما لأنه كان يحرم فيه القتال، فلو أنالرجل يلقى قاتل ابنه أو أبيه لم يعرض لهبسبيل. و سمي ذو القعدة ذا القعدة لقعودهمفيه عن القتال.

فان قيل: كيف جاز قوله «إِنَّ اللَّهَ لايُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» مع قوله«فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ» «1».

قلنا: الثاني ليس باعتداء على الحقيقة، وانما هو على وجه المزاوجة، و معناهالمجازاة على ما بينا، و المعتدي مطلقا لايكون الا ظالما فاعلا لضرر قبيح، و إذا كانمجازيا فإنما يفعل ضررا حسنا.

فان قيل: كيف قال «بِمِثْلِ مَا اعْتَدى‏عَلَيْكُمْ» و الاول جور و الثاني عدل.

قلنا: لأنه مثله في الجنس و في مقدارالاستحقاق، لأنه ضرر كما أن الاول ضرر، وهو على مقدار ما يوجبه الحق في كل جرم.

فصل: قوله «وَ أَنْفِقُوا فِي سَبِيلِاللَّهِ وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْإِلَى التَّهْلُكَةِ وَ أَحْسِنُوا إِنَّاللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» الاية:195.

(1) سورة البقرة: 194.