منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 106
نمايش فراداده

عليهم في التعبد بأن ألزمناهم عند إخراجالعجل أن يستدلوا على أنه لا يجوز أن يكونإلها و لا أن يحله الاله، فحقيقة الفتنةتشديد العبادة.

و قوله «وَ أَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ»معناه أنه دعاهم الى عبادة العجل، فضلواعند ذلك فنسب اللّه الإضلال اليه لما ضلوابدعائه.

فصل: قوله «فَرَجَعَ مُوسى‏ إِلى‏قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً» الاية: 86.

الغضب ضد الرضا، و هو ما يدعو الى فعلالعقاب. و الاسف أشد الغضب و قال ابن عباس:معنى «أسفا» حزينا، و به قال قتادة والسدي.

و الاسف يكون بمعنى الغضب و يكون بمعنىالحزن، قال اللّه تعالى «فَلَمَّاآسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ» «1» أي:أغضبونا.

قوله فقالوا جوابا لموسى «ما أَخْلَفْنامَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا» أي: قال المؤمنونلم نملك أن نرد عن ذلك السفهاء. قال قتادة والسدي: معنى «بملكنا» بطاقتنا.

و قوله «وَ لكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراًمِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ» معناه: انا حملناأثقالا من حلي آل فرعون، و ذلك أن موسىأمرهم أن يستعيروا من حليهم، في قول ابنعباس و مجاهد و السدي و ابن زيد.

و قيل: «أوزارا» أي: أثقالا من حلي آلفرعون لما قذفهم البحر أخذوها منهم.

فصل: قوله «قالُوا لَنْ نَبْرَحَعَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَإِلَيْنا مُوسى‏. قالَ يا هارُونُ مامَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا.أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيْتَأَمْرِي» الآيات: 91- 93.

العكوف لزوم الشي‏ء مع القصد اليه علىمرور الوقت، و منه الاعتكاف في المسجد قالموسى لهارون «ما منعك ألا تتبعني» قال ابنعباس: معناه بمن معك ممن أقام على إيمانه.

(1) سورة الزخرف: 55.