منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 107
نمايش فراداده

و معنى «ألا تتبعني» ما منعك أن تتبعني، ف«لا» زائدة، كما قال «ما مَنَعَكَ أَلَّاتَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ» «1».

قوله «لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لابِرَأْسِي» قيل: في وجه ذلك قولان:

أحدهما: أن عادة ذلك الوقت أن الواحد إذاخاطب غيره قبض على لحيته كما يقبض على يدهفي عادتنا و العادات تختلف، و لم يكن ذلكعلى وجه الاستخفاف به.

الثاني: أنه أجراه مجرى نفسه إذا غضب فيالقبض على لحيته.

فصل: قوله «قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْيَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةًمِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي» الآيات:96- 100.

فنبذتها في العجل على ما أطعمتني «2» نفسيمن انقلابه حيوانا.

و قال ابن زيد: معنى «سَوَّلَتْ لِينَفْسِي» حدثتني. و قيل: معناه زينت لي.

فان قيل: لم جاز انقلابه حيوانا مع أنهمعجز لغير نبي؟

قلنا: في ذلك خلاف، فمنهم من قال: انه كانمعلوما معتادا في ذلك الوقت أنه من قبض منأثر الرسول قبضة فألقاها على جماد صارحيوانا، ذكره أبو بكر ابن الاخشاذ، فعلىهذا لا يكون خرق عادة بل كان معتادا. و قالالحسن: صار لحما و دما.

و قال الجبائي: المعنى أنه سولت له نفسه مالا حقيقة له، و انما جاز بحيلة جعلت فيه منخروق إذا دخلها الريح سمع له خوار منه.

فقال له موسى عند ذلك «فَاذْهَبْ» ياسامري «فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْتَقُولَ لا مِساسَ» و اختلفوا في معناه،فقال قوم: معناه أن تقول لا أمس و لا أمس، وكان‏

(1) سورة الاعراف: 11.

(2) كذا في النسخ الثلاث، و في التبيان:أطمعتنى.