منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 202
نمايش فراداده

فالسادة جمع سيد، و هو المالك «1» المعظمالذي يملك تدبير السواد الأعظم و يقالللجمع الأكثر السواد الأعظم، يراد بهالسواد المنافي لشدة البياض و الضياءالأعظم.

فصل: قوله «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَعَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهاوَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَاالْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماًجَهُولًا» الاية: 72.

الامانة هي العقد الذي يلزم الوفاء به ممامن شأنه أن يؤتمن على صاحبه، و قد عظماللّه شأن الامانة في هذه الاية و أمربالوفاء بها، و هو الذي أمر به في سورةالمائدة، و عناه بقوله «يا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوابِالْعُقُودِ».

و قيل: في قوله «عَرَضْنَا الْأَمانَةَعَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَالْجِبالِ» مع أن هذه الأشياء كمالات لايصح تكليفها أقوال:

أحدها: أن المراد عرضنا على أهل السماواتو أهل الأرض و أهل الجبال.

و ثانيها: أن المعنى في ذلك تفخيم شأنالامانة و تعظيم حقها، و أن من عظم منزلتهاأنها لو عرضت على الجبال و السماوات مععظمها، و كانت تعلم بأمرها لا شفقت منها،غير أنه خرج مخرج الواقع، لأنه أبلغ منالمقدر.

و قيل: الامانة ما خلق اللّه تعالى في هذهالأشياء من الدلائل على ربوبيته، فظهورذلك منها كأنهم أظهروها، و الإنسان جحدذلك و كفر به.

و انما قال «فَأَبَيْنَ» و لم يقل فأبواحملا على اللفظ، و لم يرده الى معنىالآدميين، كما قال «وَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ»«2» «فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَهاخاضِعِينَ» «3» حملا على المعنى دون اللفظ.

(1) في التبيان: الملك.

(2) سورة يوسف: 4.

(3) سورة الشعراء: 4.