منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 207
نمايش فراداده

و قوله «ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً» أي:أشكالا، لان الزوج هو الذي معه آخر منشكله، فالاثنان زوجان.

«وَ ما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى‏ وَ لاتَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ» معناه: ليستحمل الأنثى من حمل بولد، و لا تضعه لتمامأو لغير تمام الا و اللّه تعالى عالم به،لا أن علمه آلة في ذلك و لا يدل ذلك على أنله علما يعلم به، لان المراد ما ذكرناه، منأنه لا يحصل شي‏ء من ذلك الا و هو عالم به.

و قوله «وَ ما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ»فالعمر مدة الأجل للحياة، و هو تفضل مناللّه تعالى على خلقه، يختلف مقداره بحسبما يعلم من مصالح خلقه، كما يختلف الغنى والفقر و القوة و الضعف.

فصل: قوله «وَ ما يَسْتَوِي الْأَعْمى‏وَ الْبَصِيرُ» الاية: 19.

معناه: لا يتساوى الأعمى عن طريق الحق والعادل عنها. و البصير الذي يهتدي اليهاقط، لان الاول يستحق العقاب، و الثانييستحق الثواب.

فصل: قوله «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَالَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنافَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌبِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَهُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ» الاية: 32.

الاصطفاء الاختيار بإخراج الصفوة منالعباد.

و معنى الاية أن اللّه تعالى أورث علمالكتاب الذي هو القرآن الذين اصطفاهم واجتباهم و اختارهم على جميع الخلق منالأنبياء المعصومين، و الائمة المجتبينالذين لا يجوز عليهم الخطأ و لا فعل القبيحلا صغيرا و لا كبيرا، و يكون قوله«فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ» راجعاالى عباده.

و تقديره: فمن عبادنا ظالم لنفسه، و منعبادنا مقتصد، و من عبادنا سابق بالخيراتلان من اصطفاه اللّه تعالى لا يكون ظالمالنفسه. و لا يجوز أن يرجع الكناية الىالذين اصطفينا.