و بعضه مرا في الاكل، فالأكل الطعام الذييصلح للأكل.
فدل بذلك على بطلان قول من يقول بالطبع،لأنه لو كان قولهم صحيحا لما اختلفت طعومهذه الأشياء، مع أن التربة واحدة و الأرضواحدة و الماء واحدة، و جميع أحوالهاالمعقولة واحدة متساوية، فلما تفاضلت معذلك دل على أن المدبر لها عالم حكيم يفعلهبحسب المصلحة.
«إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍيَعْقِلُونَ» اخبار منه تعالى أن فيماذكرناه دلالات لقوم يعقلونها.
فصل: قوله «وَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُومَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ»الاية: 6.
قال ذلك على وجه الاخبار عن نفسه بالرحمةلخلقه و التفضل عليهم، بأنه يغفر للناس معكونهم ظالمين.
و ذلك يدل على بطلان قول من قال: ان أصحابالكبائر لا يجوز أن يعفو اللّه عنهم الابالتوبة، لأنه تعالى لم يشرط في ذلكالتوبة. و من شرط في الاية التوبة أو خصهابالصغائر، كان تاركا للظاهر.
فصل: قوله «هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُالْبَرْقَ» الاية: 12.
البرق: ما ينقدح من السحاب من اللمعانكعمود النار، و جمعه بروق، و فيه معنىالسرعة، يقال: امض في حاجتك كالبرق.
قوله «خوفا و طمعا» قيل: في معناه قولان:
أحدهما- قال الحسن: خوفا من الصواعق التييكون مع البرق، و طمعا في الغيث الذي يزيلالجدب و القحط.
و قال قتادة: خوفا للمسافر من أذاه، و طمعاللمقيم في الرزق.
فصل: قوله «وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِيالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَ ظِلالُهُمْ» الاية: 15.