و الغارم الذي عليه الدين الذي يطالبه بهالغريم، و منه قوله «إِنَّ عَذابَها كانَغَراماً» «1» أي: ملحا دائما كالحاحالغريم. و قال الحسن: هو من الغرم. و قالقتادة: معنى «لَمُغْرَمُونَ» لمعذبون قالالأعشى:
قوله «لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً»قال الفراء: الأجاج المر الشديد المرارةمن الماء. و قال قوم: الأجاج الذي اشتدتملوحته.
فصل: قوله تعالى «أَ فَرَأَيْتُمُالنَّارَ الَّتِي تُورُونَ. أَ أَنْتُمْأَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُالْمُنْشِؤُنَ» الآيات: 71- 80.
العرب تقدح بالزند و الزندة، و هو خشبمعروف يحك بعضه ببعض فيخرج منه النار،ذكره الزجاج و غيره. و في المثل «كل شجر فيهنار و استمجد المرخ و العفار».
فان قيل: لم لا يكون نار الشجر بطبع الشجرلا من قادر عليه؟ قيل: الطبع غير معقول،فلا يجوز أن يسند اليه الافعال، و لو جازذلك للزم في جميع أفعال اللّه تعالى، و ذلكباطل، و لو كان معقولا لكان ذلك الطبع لابد أن يكون في الشجر و اللّه تعالى الذيأنشأ الشجرة و ما فيها، فقد رجع الى قادرعليه و ان كان بواسطة.
و لو جاز أن يكون النار من غير قادر عليها،لجاز أن يكون من عاجز، لأنه إذا امتنعالفعل ممن ليس بقادر عليه منا، لأنه فعل وكل فعل ممتنع ممن ليس بقادر عليه.
و قوله «مَتاعاً لِلْمُقْوِينَ» يعنيينتفع بها المسافرون الذين نزلوا الأرضالقي، قال الراجز:
(1) سورة الفرقان: 65.