منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 36
نمايش فراداده

و الثاني: يضلهم عن طريق الجنة إذا كانوامستحقين للعقاب، و يهدي من يشاء الى طريقالجنة.

و رفع قوله «فيضل اللّه» لان التقديرالاستئناف لا العطف على ما مضى. و مثلهقوله «لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَ نُقِرُّ فِيالْأَرْحامِ» «1» و مثله «قاتِلُوهُمْيُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ»«2».

ثم قال بعد ذلك «و يتوب اللّه على من يشاء»لأنه إذا لم يجز أن يكون عطفا على ما مضىفينتصب لفساد المعنى، فلا بد من استئنافهو رفعه.

و قال الحسن: أمتن اللّه على نبيه محمد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه لم يبعثرسولا الا الى قومه و بعثه خاصة الى جميعالخلق.

و قال مجاهد: بعث اللّه نبيه الى الأسود والأحمر، و لم يبعث نبيا قبله الا الى قومهو أهل لغته.

فصل: قوله «جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْبِالْبَيِّناتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْفِي أَفْواهِهِمْ وَ قالُوا إِنَّاكَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ» الاية:9.

قوله «لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ»أي: لا يعلم تفاصيل أحوالهم و ما فعلوه وفعل بهم من العقوبات و لا عددهم الا اللّه،و لذلك قال النبي (عليه السلام): كذبالنسابون.

و قوله «فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِيأَفْواهِهِمْ» قيل: في معناه خمسة أقوال:

أحدها: قال عبد اللّه بن مسعود و ابن زيد:انهم عضوا على أناملهم تغيظا عليهم فيدعائهم الى اللّه، كما قال «عَضُّواعَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ»«3».

و ثانيها: قال الحسن: جعلوا أيديهم فيأفواه الأنبياء تكذيبا لهم وردا لما جاءوابه.

(1) سورة الحج: 5.

(2) سورة التوبة: 15.

(3) سورة آل عمران: 119.