منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 351
نمايش فراداده

و قوله «كَالْقَصْرِ» أي: ذلك الشرركالقصر أي مثله في عظمه و تخويفه يتطائرعلى الكافرين من كل جهة، نعوذ باللّه منها.و القصر واحد القصور من البنيان، في قولابن عباس و مجاهد.

و قال قتادة و الضحاك: و القصر أصول الشجر،واحدته قصرة مثل جمرة و جمر، و العرب تشبهالإبل بالقصور. قال الأخطل:


  • كأنه برج رومي بشيده لز بجص و آجر وأحجار

  • لز بجص و آجر وأحجار لز بجص و آجر وأحجار

و القصر في معنى الجمع الا أنه على طريقالجنس. ثم شبه القصر بالجمال فقال«كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ» قال الحسن وقتادة: كأنها أنيق سود لما يعتري سوادها منالصفرة.

و قال ابن عباس و مجاهد و سعيد بن جبير:قلوس السفن. و جمالات جمع جمل، كرجل ورجالات و بيت و بيوتات.

و قوله «هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ وَ لايُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ» اخبارمن اللّه تعالى أن ذلك اليوم لا ينطقالكافر. و قيل: في معناه قولان:

أحدهما: أن ذلك اليوم مواطن، فموطن لاينطقون لأنهم يبلسون على هول ما يرونه، وموطن يطلق فيه عن ألسنتهم فينطقون، فلذلكحكى عنهم أنهم قالوا «رَبَّنا أَمَتَّنَااثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَااثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنافَهَلْ إِلى‏ خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ» «1» والثاني: أنهم لا ينطقون بنطق ينتفعون بهفكأنهم لم ينطقوا.

و قوله «هذا يَوْمُ الْفَصْلِ» يعني يفصلبين الخلائق بالحكم لكل أحد بماله و عليه،و الفصل قطع علق الأمور بتوفية الحقوق، وهذا الفصل الذي هو فصل القضاء يكون ذلك فيالاخرة على ظاهر الامر و باطنه. و أما فيالدنيا فهو على ظاهر الامر، لان الحاكم لايعرف البواطن.

(1) سورة غافر: 11.