منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم

ابن جوزی عبدالرحمن بن علی

جلد 4 -صفحه : 367/ 211
نمايش فراداده

[أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرناأحمد بن علي بن ثابت، قال:

أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، قال: أخبرنامحمد بن عمران المرزباني، قال:

حدّثنا أبو الحسين عبد الواحد بن محمدالحسيني، قال: حدثني‏] (1) أحمد بن إسماعيل،قال:

لما صارت الخلافة إلى المنصور همّ بنقض[إيوان المدائن‏] (2)، فاستشار جماعة منأصحابه، فكلهم أشار بمثل ما همّ به، و كانمعه كاتب من الفرس، فاستشاره في ذلك، فقالله: يا أمير المؤمنين، أ تعلم أن رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم خرج من تلكالقرية، و كان له بها مثل ذلك المنزل ولأصحابه مثل تلك الحجر، فخرج أصحاب ذلكالرسول حتى جاءوا مع ضعفهم إلى صاحب هذاالإيوان مع عزته و صعوبة أمره، فغلبوه وأخذوه من يده قسرا، ثم قتلوه فيجي‏ءالجائي من أقاصي الأرض، فينظر إلى تلكالمدينة و إلى هذا الإيوان، [و يعلم أنصاحبها قهر صاحب هذا الإيوان‏]، فلا يشكأنه بأمر الله، و أنه هو الّذي أيده و كانمعه و مع أصحابه، و في تركه فخر لكم.فاستغشه المنصور و اتهمه لقرابته منالقوم، ثم بعث في نقض الإيوان، فنقض منهالشي‏ء اليسير، ثم كتب إليه:

إننا نغرم في نقضه أكثر مما نسترجع منه،إن هذا تلف الأموال و ذهابها. فدعا الكاتبفاستشاره فيما كتب إليه به، فقال: لقد كنتأشرت بشي‏ء لم تقبل مني، فأما الآن فانيآنف لكم أن يكونوا أولئك يبنون بناءتعجزون أنتم عن هدمه، و الصواب أن تبلغ بهالماء، ففكر المنصور فعلم أنه قد صدق،فإذا هدمه يتلف الأموال، فأمر بالإمساكعنه‏.

و من الحوادث في هذه السنة، وقعة جلولاء (3)

لما توطن المسلمون المدائن، و بعثوا إلىعمر بالأخماس، أتاهم الخبر بأن مهران قدعسكر بجلولاء و خندق، و أن أهل الموصل قدعسكروا بتكريت. فكتب سعد بذلك إلى عمر رضيالله عنه، فكتب إليه: أن سرح هاشم بن عتبةإلى جلولاء في اثني‏

(1) ما بين المعقوفتين: من أ، و في الأصل:«روى المؤلف بإسناده عن أحمد بن إسماعيل».

(2) في الأصل: «بنقض الإيوان».

(3) تاريخ الطبري 4/ 24.