منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم

ابن جوزی عبدالرحمن بن علی

جلد 4 -صفحه : 367/ 9
نمايش فراداده

إليّ غدا، فلما كان الغد رجعت إليه، فقال:إني فكرت فيما دعوتني إليه، فإذا أنا أضعفالعرب إن ملكت رجلا ما في يدي، قلت: فإنّيخارج غدا، فلما أيقن بمخرجي أصبح فأرسلإليّ فدخلت عليه، فأجاب إلى الإسلام هو وأخوه جميعا، و صدقا بالنبيّ صلّى اللهعليه وآله وسلّم و خليا بيني و بين الصدقةو بين الحكم فيما بينهم و كانا لي عونا علىمن خالفني، فأخذت الصدقة من أغنيائهم،فرددتها في فقرائهم (1)، و لم أزل مقيمابينهم حتى بلغنا وفاة النبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم. و ذكر الواقدي ان هذا كانفي سنة ثمان.

قال المؤلف (2): و ما ذكرناه أصح. و قال ابنمسعود: هذا آخر بعث النبي صلّى الله عليهوآله وسلّم إلى الملوك‏.

ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

131- إبراهيم ابن رسول الله صلّى الله عليهوآله وسلّم:

ولد في ذي الحجة من سنة ثمان، و توفي فيربيع الأول غرة سنة عشر، و دفن بالبقيع.

روى جابر بن عبد الله، عن عبد الرحمن بنعوف، قال: أخذ رسول الله صلّى الله عليهوآله وسلّم بيدي، فانطلق بي إلى النخلالّذي فيه إبراهيم، فوضعه في حجره و هويجود بنفسه، فذرفت عيناه، فقلت له: أ تبكييا رسول الله، أ و لم تنه عن البكاء؟ فقال:«إنما نهيت عن النوح، و عن صوتين أحمقينفاجرين: صوت عند نغمة لهو و لعب، و مزاميرالشيطان، و صوت عند مصيبة و خمش وجوه و شقجيوب و رنة شيطان» (3).

و قال ابن نمير في حديثه: (4) «إنما هذه رحمةو من لا يرحم لا يرحم، يا إبراهيم لو لا أنهأمر حق و وعد صدق و إنها سبيل مأتية، و إنآخرنا سيلحق أولنا لحزنا عليك‏

(1) في الأصل: «فرددتها على فقرائهم». و كتبعلى الهامش «الأصل: في».

(2) في أ: «قال المصنف».

(3) الخبر في طبقات ابن سعد 1/ 1/ 88.

(4) الخبر في طبقات ابن سعد الموضع السابق.