بسم الله الرّحمن الرّحيم و به نستعين
[تتمة ذكر من توفى في هذه السنة]
[تتمة 553- الحجاج بن يوسف]
قد ذكرنا أن عبد الملك بن مروان أوصى ولدهالوليد بالحجاج، ثم لم يمت الحجاج حتى ثقلعلى الوليد، و كان الوليد قد مرض فغشيعليه، فمكث عامة يومه يحسبونه ميتا، فقدمتالبرد على الحجاج بذلك فاسترجع، و أمربحبل فشد في يده ثم أوثق إلى أسطوانة، وقال: اللَّهمّ لا تسلط عليّ من لا رحمة لهفقد طال ما سألتك أن تجعل منيتي قبل منيته،و جعل يدعو. فقدم البريد بإفاقته، فلماأفاق الوليد، قال: ما أحد أسرّ بعافيتي منالحجاج، فقال عمر: كأني بكتاب الحجاج قدأتاك يذكر أنه لما بلغه برؤك خرّ ساجدا وأعتق كل مملوك له، فجاء الكتاب بذلك، و بقيالحجاج في إمرته (1) على العراق تمام عشرينسنة، و كان مقدما على القتل و الظلم، و آخرمن قتل سعيد بن جبير، فوقعت الأكلة في بطنه(2)، فأخذ الطبيب لحما و جعله في خيط و أرسلهفي حلقه ثم استخرجه و قد لصق الدود به،فعلم أنه ليس بناج، فقال:
أخبرنا محمد بن [أبي] (3) القاسم، قال:حدّثنا حمد بن أحمد، قال: حدّثنا أبو نعيمالحافظ، قال: حدّثنا أبو حامد بن جبلة،قال: حدّثنا محمد بن إسحاق، قال:
(1) في الأصل: «على إمرته». و ما أوردناه منت. (2) في ت: «فأكلت الأكلة في بطنه». (3) ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل،أوردناه من ت.