الحسنة ثلاثة الشجاعة و العفة و الحكمة ومجموعها العدالة و هذه الحكمة غير الحكمةبالمعنى الأول التي إفراطها أفضل و لكلواحد من هذه الثلاث طرفان هما رذيلتان.
أما الشجاعة فهي الخلق الذي يصدر عنهالأفعال المتوسطة بين أفعال التهور والجبن و هذان الطرفان رذيلتان.
و أما العفة فهي الخلق الذي يصدر عنهالأفعال المتوسطة بين أفعال الفجور والخمود و هذان الطرفان رذيلتان.
و أما الحكمة فهي الخلق الذي يصدر عنهالأفعال المتوسطة بين أفعال الجربزة والغباوة و هذان الطرفان رذيلتان و اشتبهعلى بعض الناس و ظن أن الحكمة العمليةالمذكورة هاهنا هي بعينها ما هو قسيمالحكمة النظرية حيث يقال إن الحكمة إمانظرية و إما عملية و ذلك الظن فاسد كماأشرنا إليه فإن هذه الحكمة العملية خلقنفساني يصدر منه الأفعال المتوسط بينأفعال الجربزة و الغباوة.
و أما إذا قالوا الحكمة منها ما هو نظري ومنها ما هو عملي لم يريدوا به الخلق لأنذلك ليس جزأ من الفلسفة بل التي هي إحدىالفلسفتين أرادوا بها معرفة الإنسانبالملكات الخلقية أنها كم هي و ما هي و ماالفاضل منها و ما الردي منها و معرفة كيفيةتحصيلها و اكتسابها للنفس أو إزالتها وإخراجها عن النفس و معرفة السياساتالمنزلية و المدنية و بالجملة معرفةالأمور التي لنا مدخلية في إدخالها فيالوجود و إخراجها عن الوجود بوجه و هذهالمعرفة ليست غريزية بل متى حصلنا كانتحاصلة لنا من حيث هي معرفة و إن لم نفعلفعلا و لم نتخلق بخلق فلا يكون أفعالالحكمة العملية الأخرى موجودة لنا من حيثهي معرفة.
و بالجملة إن الحكمة العملية قد يراد بهانفس الخلق و قد يراد بها العلم بالخلق و قديراد بها الأفعال الصادرة عن الخلقفالحكمة العملية التي جعلت قسيمة للحكمةالعلمية النظرية هي العلم بالخلق مطلقا وما يصدر منه و إفراطه أيضا فضيلة كما مر