غير إدراك الملائم و الألم غير إدراكالمنافي.
و وجه الدفع أن الحلو ملائم لقوته الذوقيةو ليس آفة لها بالفعل بل قوة و كمالا لها وكذا الأدوية البشعة ليست ملائمة و لانافعة للقوة الذوقية و إنما عدم ملائمةالحلو و وجود ملائمة البشع لأن ذلك يوجبزيادة الخلط الردي المنافي لمزاج البدن وهذا يوجب دفع ذلك الخلط الردي فيعود ذلكوبالا و هذا نفعا لا لأجل إدراكيهما و لوفرض الإدراك للحلو حاصلا و لم يعرض أمر آخركان خيرا محضا و لذة.
و لو أدرك البشاعة و المرارة و لم يعرض أمرآخر كان شرا محضا و ألما و الأمر العارض هوالذي يخرج الدواء خلطا موذيا أو يحيله إلىخلط جيد يتغذى به أو يقوي البدن فلهذينالأمرين يحصل الضرر و الانتفاع لا بمجردالإدراكين الأولين
هو تفرق الاتصال فإن الحار إنما يوجع لأنهتفرق الاتصال و البارد إنما يوجع أيضا إذيلزمه تفرق الاتصال لخلاف جانب الجمع والتكثيف و الأسود في المبصرات يؤلم لشدةجمعه و الأبيض لشدة تفريقه و المر و الحامضيؤلم لفرط تفريقه و العفص لفرط تقبيضهفيتبعه تفرق الاتصال و كذا الأصوات القويةيؤلم بالتفرقة بعنف من الحركة الهوائيةعند ملاصقته للصماخ.
و بالجملة فالأطباء اتفقوا على أن تفرقالاتصال سبب ذاتي للوجع.
أقول لا شك أن لفظه اللذة و الألم عندالعامة لا يطلقان إلا للحسي فقط بناء علىعدم تفطنهم بنحو آخر من الوجود و لا شبهةفي أن موضوع كل حس جسم لطيف متفاوت فياللطافة له صورة اتصالية و له أيضا كيفيةمزاجية اعتدالية فسبب الألم إما زوالاتصاله بورود الانفصال أو زوال مزاجهبورود ضد المزاج.