حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 127
نمايش فراداده

«126»

الرابع أن تفرق الاتصال لو كان مولما لكانالجراحة العظيمة أشد إيلاما من لسعةالعقرب

لكون التفرق في الجراحة أكثر.

و الجواب

أما عن الأول فبأن الانفصال و نظائره منالأمور التي تحدث في المواد القابلة عقيباستعداداتها بأسباب و شرائط ليست أعداماصرفة لا حظ لها من الوجود بل لها قسط منالوجود و لماهياتها تحصل في الخارج كسائرالماهيات الضعيفة الوجود و وجودها عبارةعن كون موضوعاتها بحيث ينتزع منهاعنواناتها و مفهوماتها السلبية من جهةاقتران تلك الموضوعات بنقائص و قصورات واستصحابها إياها لا لذواتها فهي منالعوارض لا من الذاتيات فهي بأنفسها منالشرور بالذات و كذا العلم بها لأن كل علممتحد مع المعلوم به و لأجل ذلك صح عد الألممن الشرور بالذات.

و من هاهنا يندفع الشبهة التي أوردها بعضالمتأخرين على الحكماء حيث حكموا بأنالشرور بالذات هي الأعدام لا غير مع أنانعلم بالضرورة أن الألم و هو إدراكالمنافي شر بالذات و الإدراك أمر وجودي وذلك لأن الإدراك للشي‏ء هو بعينه وجود ذلكالشي‏ء إن ذهنا فذهنا و إن خارجا فخارجافكما أن وجود الإنسان هو عين معنى الإنسانفي الخارج و كذلك وجودات الأعدام فيالخارج كالتفرق و العمى و الصمم و الجهل هينفس تلك الأعدام فكذا إدراكات تلك الأعداماعنى حضورها للقوة المدركة فهذا الحضور والإدراك من أفراد العدم بالذات و لهذايكون الألم شرابا لذات و إن كان من أفرادالوجود.

و الحاصل أن حقيقة الوجود في هذه الأمورالعدمية التي هي أعدام الملكات هي بعينهاحيثية العدم في الخارج كسائر الوجودات معماهياتها في الخارج و كذا حكم شرية الآلامالتي هي بعينها حضورها للمشاعر و خيريتهافي كونهما متحدتين بالذات متغايرتين بحسبالمفهوم كالماهية و الوجود فافهم ذلك واغتنم به فإنه كسائر نظائره