حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 176
نمايش فراداده

«175»

في المقدار أو المتقدر من جهة إحاطة حدهأو حدوده به و أن الوضع باعتبار أحد معانيههو الهيئة الحاصلة للشي‏ء بسبب نسبةأجزائه بعضها إلى بعض و لا شك أن التربيعمثلا هيئة حاصلة للشي‏ء بسبب نسبة أطرافهو حدوده إليه فهو من الوضع.

و أما وجه الحل فنقول قد عرض هذا الغلط منجهة اشتراك الاسم في معاني الوضع فيقالوضع لحصول الشي‏ء في موضعه و هذا هو نفسمقولة الأين و يقال لكون الشي‏ء مجاورالشي‏ء من جهة مخصوصة كما يقال هذا الخط عنيمين ذلك الخط و هذا المعنى نوع من مقولةالمضاف بل هو نفس المجاورة و لا شك أنماهيته معقولة بالقياس إلى غيره و يقالوضع للهيئة الحاصلة للجسم بسبب نسبة بعضأجزائه إلى بعض في الجهات بسبب حصول الوضعالإضافي لأجزائه حتى إذا وجدت أجزاؤه علىإضافي ما لبعضها إلى بعض حصل للكل بسبب ذلكهيئة و هي الوضع.

فهذا المعنى هو المقولة فالمجاورةالمخصوصة صفة للأجزاء من باب الإضافة والوضع صفة للمجموع فإن الجلوس نوع منالوضع صفة للجالس بكله و المجاورةالمخصوصة بين كل عضو منه و عضو آخر هي صفةللأعضاء و مع ذلك لا بد أن يكون لها نسبةإلى ما يخرج عنها إذ لو ثبت نسب الأعضاء وبقية الأجزاء الداخلة على نسبها و زالتالنسبة بينها و بين الخارج عن جواهرها لميكن الجالس جالسا.

فإذا تقرر هذا فمن قال إن الشكل هو الوضعفقد غلط من وجوه.

أحدها أنه أخذ الحدود مكان الأجزاء و إنماالاعتبار في الوضع بالأجزاء و في الشكلبالحدود.

و ثانيها أنه زعم أن هذا الوضع من المقولةالخاصة و ليس كذلك بل من