حساسا بأمور زائدة على نفس وجودها و ليسكذلك.
و دفع ما ذكره بأن الوجود المطلق الكليكما مر مرارا أمر مشكك عرضي لأفراده و ليسلحقيقة الوجود طبيعة كلية نوعية أو جنسيةمشتركة بين جميع أفراد الوجود
و هو من طريقين أحدهما إن من الأين ما هوأول حقيقي و منه ما هو ثان غير حقيقي.
فالأول كون الشيء في مكانه الخاص بهالذي لا يسعه فيه غيره معه ككون الماء فيالكوز.
و الثاني كما يقال فلان في البيت فإنالبيت يسعه و غيره فليس جميع البيت مشغولابه وحده و أبعد منه كونه في الدار و بعدهالبلد ثم العراق مثلا ثم الإقليم ثمالمعمورة ثم عالم العناصر ثم العالمالجسماني باعتبار أن يحويه المحدد للجهاتو هذا هو الغاية فإن كون الشيء في العالممطلقا ليس بأين أصلا.
الطريق الثاني إن الأين منه جنسي و هوالكون في المكان و منه نوعي و هو الكون فيالهواء أو الماء أو فوق أو تحت و منه شخصيككون هذا الشخص في هذا الوقت في مكانهالحقيقي و قد يقال إنه لا بد لكل أين شخصحقيقي من صفة قائمة بالمتمكن هي علة ذلكالأين.
و اعترض عليه صاحب المباحث بأن هذا باطللأن تلك الصفة إما أن يكون ممكن الحصول فيالمتمكن عند ما لا يكون في مكانه الحقيقيالمعين أو لا يكون فإن أمكن لم تكن تلكالصفة علة لذلك الكون في المكان المعين وإلا لزم تخلف المعلول عن علته و إن لم يكنفحينئذ يتوقف حصولها في المتمكن على حصوله