حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 226
نمايش فراداده

«225»

التضاد و الاشتداد.

و أما التضاد فالتبييض ضد التسويد والتسخين ضد التبريد كما أن البياض ضدالسواد و السخونة ضد البرودة.

و أما الاشتداد فإن من الاسوداد الذي هوفي السلوك إلى غاية ما هو أقرب إلىالاسوداد الذي هو في الغاية من اسوداد آخرو كذلك قد يكون بعض التسويد أسرع وصولا إلىالغاية من بعض آخر منهما [منه‏] و هذاالاشتداد و التناقص غير الشدة و النقصاللذين في الكيف كالسواد فإنهما ليسابالقياس إلى السواد نفسه بل بالقياس إلىالاسوداد الذي هو عبارة عن الحركة إلىالسواد فإن السلوك إلى السواد غير السوادهذا ما قيل.

و اعلم أن وجود كل منهما في الخارج ليسعبارة عن نفس السلوك إلى مرتبة فإنه بعينهمعنى الحركة و لا أيضا وجود كل منهما وجودالمقولة التي يقع بها التحريك و التحرككالكيف مثل السواد و الكم مثل مقدار الجسمالنامي أو الوضع كالجلوس و الانتصاب و لاغير ذلك بل وجودهما عبارة عن وجود شي‏ء منهذه المقولات ما دام يؤثر أو يتأثر فوجودالسواد أو السخونة مثلا من حيث إنه سواد منباب مقولة الكيف و وجود كل منهما من حيثكونه تدريجيا يحصل منه تدريجي آخر أو يحصلمن تدريجي آخر هو من مقولة أن يفعل أو أنينفعل.

و أما نفس سلوكه التدريجي أي خروجه منالقوة إلى الفعل سواء كان في جانب الفاعلأو في جانب المنفعل فهو عين الحركة لا غيرفقد ثبت نحو وجودهما في الخارج و عرضيتهما

فصل (8) في دفع ما أورد على موجوديتهما

و قال صاحب المباحث في هذا المقام عندي أنتأثير الشي‏ء في الشي‏ء يستحيل أن