حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 228
نمايش فراداده

«227»

بوجود الآخر ضربا من الاتحاد و موجودية كلماهية أو معنى في الخارج عبارة عن صدق حدهعلى شي‏ء في الخارج كما ذكره الشيخ فيإثبات نحو وجود المضاف في الخارج بأنه فيالأعيان أشياء كثيرة بهذه الصفة أي كونهبحيث إذا عقل عقل معه شي‏ء آخر.

إذا تقرر ذلك فنقول كما أن كثيرا منالموجودات يصدق عليها حد الجوهر أو الكمأو الكيف و غيرهما و كذا حدود أنواعها كحدالفلك أو الحيوان أو السواد أو السطح أوغير ذلك فيجزم بوجود هذه المقولات وأجناسها و أنواعها فكذلك يوجد في الخارجأمور كثيرة يحمل على بعضها بحسب الخارج حدواحد من هاتين المقولتين و على بعض حدالأخرى فيكون كل منهما من الموجوداتالخارجية دون الموهومات التي لا وجود لهافي العين و دون المعاني المنطقية كالكليةو الجزئية و مفهوم النوع و الجنس و الفصل وغيرها من المعقولات الثانية التي شرطعروضها كون الموضوع متعينا في الذهن و دونالسلوب و المعاني السلبية.

و ذلك لأنه لا معنى لوجود شي‏ء في الخارجإلا كونه بحيث يصدق معناه على شي‏ء صدقاخارجيا كما في محمولات القضايا الخارجية.

و أما الكلام في أن وجودهما هل هو زائد علىوجود ذات المؤثر و ذات المتأثر ليكونا منالأعراض أو لا فيكونا من الجواهر فذلكمطلب آخر.

و لك أن تقول في بيان عرضيتهما بأن لكل منالمؤثر و المتأثر على الوجه المذكور ماهيةأخرى و لها حد آخر غير كونه فاعلا أومنفعلا فإن السواد يمكن وجود نوعه في سوادلا يشتد أي لا يتحرك في سواديته فيكوناسوداده بأمر زائد على سواديته و كذاللتسخين وجود غير تدريجي يتحقق نوعالسخونة فيه فكون السخونة مؤثرة في شي‏ءعلى التدريج أمر زائد على وجود السخونة.

و أما قوله لو كان التأثير أمرا ثبوتيالكان من جملة الأمور التي لا بد لوجودها منمؤثر.