حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 36
نمايش فراداده

«35»

غيره فالمقدار ذو الأبعاد الثلاثه يمكنكأن تتخيله بالاعتبارين جميعا فأما السطح والخط فلا يمكن تخيلهما إلا بالاعتبارالأول دون الثاني و كذا النقطة.

إذا عرفت هذا فنقول هذه الثلاثة من عوارضالجسم الطبيعي أما بيان عرضية الجسم فمنوجهين أحدهما أنه يزيد و ينقص و الجوهر باقعلى طبيعة نوعه و ثانيهما أن الجسم البسيطإذا قسم بقسمين كان نصفه مساويا لكله فيالماهية و مخالفا له في المقدار و لو كانالمقدار مقوما لهما كان الاختلاف فيهاختلافا في الطبيعة و أما عرضية الثلاثةالباقية فهي فرع وجودها فمن الناس من أنكركونها وجودية لكونها عبارة عن نهاية شي‏ءو نهاية الشي‏ء نفاده و فناؤه.

و التحقيق أن لكل من الخط و السطحاعتبارات ثلاثة فالسطح فيه اعتبار أنهنهاية و اعتبار أنه يقبل فرض بعدين علىالتقاطع القائمي و اعتبار أنه يقدر و يمسحو يشكل و يكون أعظم من آخر أو أصغر أويساويه أما أنه نهاية فليس هو بهذاالاعتبار مقدارا و لا تحت مقولة و لكنلكونه نهاية لشي‏ء هو قابل للأبعادالثلاثة لزمه من هذه الحيثية أن يكونقابلا لفرض بعدين فهو بهذا الاعتبار تحتمقولة المضاف و إن [إذا] كان مضافا لا يكونإلا مقدارا.

و ستعلم الفرق بين المضاف الحقيقي والمشهوري و أما أنه ذو بعدين فليس هو بهذاالاعتبار مقدارا و لا كما بل مقداريتهإنما هي باعتبار ما يخالف به سطحا آخر و لايمكن أن يخالفه بالمعنى الآخر الوجودي ولا العدمي و لكن من الوجوه كلها عرض أماكونه نهاية فلما مر أنه ليس عدما بحتا بلشيئا هو نهاية فهو من حيث هو نهاية أمرعارض للجسم الطبيعي المتناهي لأنه موجودفيه لا كجزء منه و لا يقوم دونه و