حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 61
نمايش فراداده

«60»

الاحتراز عن تينك المقولتين فلم يكن إلىذكر القارة حاجة في الاحتراز عنهما فإنقيل احترزنا به عن الزمان قلنا الزمانخارج بقيد عدم القسمة مع سائر الكمياتلأنه يقتضي قسمة حاملة و هو الحركة.

و ثالثها أن الصوت من مقولة الكيف لعدمدخوله تحت غيرها و لا تحت الحركة كما هورأي أهل التحصيل لكنه هيئة غير قارة لأنأجزاءه غير مجتمعة في آن و هو بين بنفسه ولأنه معلول للحركة و معلول غير القار غيرقار.

و رابعها أن التعريف صادق على الوحدة والنقطة لا يقال كل منهما يوجب تصوره تصورشي‏ء آخر لأن الوحدة معنى يلزمه عدمالانقسام و النقطة نهاية الخط لأنا نقولإن كان التغير عن الكيف بأنه لا يلزم منتعقله تعقل شي‏ء آخر فلعل أكثر أقسامالكيف يخرج عنه إذ لا يمكن تصورناالاستقامة و الانحناء إلا في المقدار و إنلم نشترط ذلك بل إن لا يلزم من تعقله تعقلشي‏ء خارج عن محله فقد توجه الإشكالفيهما.

و خامسها أن الإدراك و العلم و القدرة والشهوة و الغضب و سائر الأخلاق النفسانيةلا يمكن تصورها إلا بتصور متعلقاتها منالمدرك و المعلوم و المشتهي و المغضوبعليه.

فإن قيل كل منها لا يقتضي تصوره تصورالغير و لكن تصورها سابق على تصورمتعلقاتها بخلاف النسب و الإضافات فلا بدأن يتصور المنسوب و المنسوب إليه أولا حتىيتصور تلك الأمور النسبية قلنا إن الفرقصحيح إلا أن عبارة التعريف لا تفيده إلا أنيقرأ الأول منصوبا و الثاني مرفوعا وحينئذ لا يلائم هذه القراءة لتمام الرسم.

و سادسها هب أنا حملنا عبارة التعريف مالا يوجب تصوره غيره على ما لا يكون تصورهمعلولا لتصور غيره فمع ذلك لا يطرد فيالأشكال كالتربيع و التثليث و خواصالأعداد كالجذرية و المكعبية مع أنهامعدودة من أنواع الكيف.

و سابعها أن الهيئة لفظ مشترك بين أمورفيقال هيئة الوجود و هيئة الاستقلال