حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 69
نمايش فراداده

«68»

و البرودة هي التي تجمع بين المتشاكلات وغير المتشاكلات و ذكر في رسالة الحدود فيالحرارة أنها كيفية فعلية محركة لما فيهإلى فوق لإحداثها الخفة فيعرض أن يجمعالمتشابهات و يفرق المختلفات أي صدور هذاالجمع و التفريق ليس صدورا أوليا بل ذلكتابع للخاصية الأولى و هي التحريك إلى فوقو التخفيف فهذا الرسم المذكور في الحدودأولى من المذكور في الشفاء فإذا فعلتالحرارة فعلها الأولى يحدث بتخليلهاالكثيف تخلخلا من باب الكيف أي رقة القوامو يقابله التكاثف بمعنى غلظ القوام وبتصعيده اللطيف من الأجزاء تكاثفا من بابالوضع أي اجتماعا للأجزاء الوحدانيةالطبع بخروج الجسم الغريب عما بينها ويقابله التخلخل بمعنى انتفاش الأجزاءبحيث يخالطها جرم غريب و معنى الفعلية فيالحرارة جعل الغير سببها لا مجرد أثر ماأعم من الحركة و غيرها ليكون قوله فعليةمحركة بمنزلة قولنا جسم حيوان على ما زعمهالإمام.

و بالجملة فالخاصية الأولية للحرارة هيإحداث الخفة و الميل المصعد ثم يترتب علىذلك بحسب اختلاف القوابل آثارا مختلفة منالجمع و التفريق و التبخير و غير ذلك.

و تحقيقه أن ما يتأثر عن الحرارة إن كانبسيطا استحال أولا في الكيف ثم يفضي به ذلكإلى انقلاب الجوهر فيصير الماء هواء والهواء نارا و ربما يفرق المتشابهات بأنيميز الأجزاء الهوائية من النارية ويتبعها ما يخالطها من الأجزاء الصغارالمائية و إن كان مركبا فإن لم يشتد التحامبسائطه و لا خفاء في أن الألطف أقبل للصعودلزم تفريق الأجزاء المختلفة و يتبعهانضمام كل إلى ما يشاكله بمقتضى الطبيعة وهو معنى جمع المتشاكلات و أن أشد التحامالبسائط فإن كان اللطيف و الكثيف القريبينمن الاعتدال حدثت من الحرارة القوية حركةدورية لأنه كلما مال اللطيف إلى التصعدجذبه الكثيف إلى الانحدار و إلا فإن كانالغالب هو اللطيف يصعد بالكلية كالنوشادرو إن كان هو الكثيف فإن لم يكن غالبا جداحدثت يسيل كما في الرصاص أو تليين كما فيالحديد و إن كان غالبا جدا كما في الطلقحدثت مجرد سخونة و احتيج في