تاریخ ابن أعثم الکوفی

احمد بن علی اعثم کوفی الکندی‏

جلد 1 -صفحه : 265/ 176
نمايش فراداده

و أظهرهم على عدوهم، فأبشروا و طيبوا نفساو توكلوا على الله فإنه نعم المولى و نعمالنصير، أنزل الله عليكم نصره و أيديكمبعزه و ألهمكم صبره و أمدكم بملائكته وباعد من المسلمين بأسه و زجره، و السلامعليكم و رحمة الله و بركاته.

قال: فورد الكتاب على أبي عبيدة و هو يومئذبدمشق، فلما قرأه أقبل على الناس فقال (1):صدق و الله أمير المؤمنين! لم يكن الرأي أننتنحى عن مدينة حمص حتى نناجز عدونا بها، ولكن قد اجتمعت آراؤكم على الرحيل إلى ماههنا و أرجوا أن يكون الخير فيه إن شاءالله.

قال: و اجتمعت عساكر المسلمين بدمشق فيسبعة و ثلاثين ألفا، و قد قدم عليهم عامربن حذيم في ثلاثة آلاف فارس، فصارالمسلمون في أربعين ألفا.

و دعا أبو عبيدة بعمرو بن العاص فضم إليهأربعة آلاف فارس و قال له: سر إلى بلادالأردن فانزل هناك و ارعد و ابرق و هول علىالعدو ما استطعت حتى ننظر في أمر هذاالعدو. قال: فسار عمرو بن العاص حتى نزلبلاد الأردن (2)، ثم أرسل إليهم أن اخرجواالأسواق و برئت الذمة من رجل كان مقيما علىصلحنا و لم يخرج إلينا بسلاحه فيكون معنافي عسكرنا، قال: و بلغ ذلك أهل بيت المقدس وأهل قيسارية، فظنوا أن عمرو بن العاص يريدالخروج إليهم، فجزعوا لذلك جزعا شديدا.

قال: و بلغ أبا عبيدة بأن ماهان وزير هرقلأقبل في عساكره حتى نزل مدينة حمص في مائةألف، فاغتم لذلك ثم دعا بجاسوس من جواسيسهفقال له: سر متنكرا حتى تأتي أرض حمص. قال:فأقبل الجاسوس حتى صار إلى حمص و إذا ماهانقد أقبل في ذلك اليوم حتى نزل أرض حمص فيمائة ألف فارس، ثم دعا أهلها فشتمهم وخوفهم ثم قال لهم: بما ذا سلمتم هذهالمدينة للعرب، هلا قاتلتم حتى تموتواكراما عن آخركم! قال: فقال له أهل حمص: أيهاالوزير! أما نحن فقد قاتلناهم أشد القتال ولم يكن لنا بهم طاقة، و أنتم أولى باللائمةمنا لأنكم ملوكنا و ساداتنا و كبارنا قدرأيناكم قد وثبتم و عجزتم و وهنتم عن دينكمو ضيعتمونا

(1) نقل الأزدي هذا القول و نسبه إلى خالدبن الوليد.

(2) خبر عمرو بن العاص في فتوح الشام للأزديص 164 و ما بعدها باختلاف و تفاصيل وافية.