واحدة من اثنتين، اعلموا أني في أثر كتابيهذا إليكم إن شاء الله و لا قوّة إلاباللّه العليّ العظيم».
قال: ثمّ وجّه أبو عبيدة كتابه هذا إلى أهلإيلياء، فلما قرأوه أبوا ما عرض عليهم منالإيمان و لم يجيبوه إلى شي ء، فسار أبوعبيدة إليهم حتى نزل بساحتهم.
قال: و خرج أهل إيلياء إلى حرب المسلمينفاقتتلوا، و وقعت الهزيمة على أهل إيلياء،فقتلهم المسلمون قتلا ذريعا حتّى أدخلوهممدينتهم.
قال: و دام الحرب بينهم أياما كثيرة (1)،فلمّا لم يجدوا حيلة و لم يكن لهمبالمسلمين طاقة بعثوا إلى أبي عبيدة: إنّاقد أحببنا مصالحتكم و لسنا نثق بكم و لكناكتبوا إلى صاحبكم عمر بن الخطاب حتى يقدمفيكون هو الذي يعطينا الأمان و يكتب لناالعهد فإنّا به واثقون و إليه نميل.
قال: فقال أبو عبيدة لأصحابه: ما ترون فيمايقول هؤلاء القوم؟ فقال معاذ بن جبل: أرىأن تكتب إلى أمير المؤمنين و تسأله القدومإليك فلعله إذا قدم أن يصلح الله عزّ و جلّبه باقي بلد الشام إن شاء الله تعالى (2).
فكتب إليه (3): «بسم الله الرحمن الرحيم،لعبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين منعامر بن الجراح، سلام عليك، أما بعد! فإنيأخبرك يا أمير المؤمنين أني صرت إلى أهلإيلياء في جماعة من المسلمين حتى نزلت بهمو حللت بساحتهم، ثم واقعناهم وقائع كثيرةكانت عليهم لا لهم، و طاولناهم فلم يجدوافي
(1) انظر تفاصيل أوردها الواقدي في فتوحه 1/232 و ما بعدها.
(2) ذكر الأزدي أن أبا عبيدة لم يكتب إلىالخليفة إلا بعد أن أخذ على أهل إيلياالأيمان المغلظة أنه إن قدم عمر و أعطاهمالأمان على أنفسهم و أموالهم ليقبلن ذلك ويؤدون الجزية و يدخلون فيما دخل فيه أهلالشام. ففعلوا ذلك.
(3) نسخته في فتوح الأزدي ص 248 و فتوح الشامللواقدي 1/ 235 و الوثائق السياسية وثيقة رقم353/ بز.