عبده (1)، و أعز وليه، و أذل عدوه، و غلبالأحزاب فردا، فإن الله الذي لا إله إلاهو. قال: وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوامِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِلَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الْأَرْضِكَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ منقَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْدِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ 24: 55(2)- و كتب الآية كلها و قرأ الآية، وعدا منهلا خلف له، و مقالا لا ريب فيه، و فرضالجهاد على المؤمنين. فقال: كُتِبَعَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَ هُوَ كُرْهٌلَكُمْ 2: 216) (3)- حتى فرغ من الآيات،فاستتموا بوعد الله إياكم و أطيعوه فيمافرض عليكم و إن عظمت فيه المؤونة، و استبدتالرزية (4)، و بعدت المشقة (5)، و فجعتم فيذلك بالأموال و الأنفس فإن ذلك يسير فيعظيم ثواب الله (6)! فاغزوا- رحمكم الله- فيسبيل الله خِفافاً وَ ثِقالًا وَ جاهِدُوابِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ 9: 41 (7)-كتب الآية. ألا! و قد أمرت خالد بن الوليدبالمسير إلى العراق، فلا يبرحها حتى يأتيهأمري، فسيروا معه و لا تثاقلوا عنه، فإنهسبيل يعظم الله فيه لمن حسنت فيه نيته، وعظمت في الخير رغبته. فإذا وقعتم (8) العراقفكونوا بها حتى يأتيكم أمري، كفانا الله وإياكم مهمات الدنيا و الآخرة.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته!»-انتهى.
و في النص الفارسي زيادة مؤداها:
«و متى وصلك كتابي هذا أسرع بالتوجه نحوالعراق و اتفق مع المثنى بن حارثة و كن معهيدا واحدا و على رأي واحد، و على جميعالمسلمين الطاعة و الانتقال معك و سيجزيهمالله تعالى في الدارين خير الجزاء».
ثم استدعى أبا سعيد الخدري (9) و سلمهالرسالة و قال له: اذهب إلى خالد.
(1) في فتوح الأزدي ص 55: دينه.
(2) النور آية: 55.
(3) سورة البقرة آية: 216.
(4) عند الأزدي: و اشتدت فيه الرزية.
(5) الأزدي: و بعدت فيه الشقة.
(6) بعدها في الأزدي: و لقد ذكر لنا الصادقالمصدوق (ص) أن الله يبعث الشهداء يومالقيامة شاهرين سيوفهم، لا يتمنون علىالله شيئا إلا أتاهموه حتى أعطوا أمانيهم،و ما لم يخطر على قلوبهم فما شي ء يتمناهالشهيد بعد دخوله الجنة إلا أتاه الله،إلا أن يردهم الله إلى الدنيا فيقرضونبالمقاريض في الله العظيم، ثواب الله.
(7) سورة الصف، آية: 11.
(8) الأزدي: قدمتم.
(9) هو سعد بن مالك بن سفيان بن عبيد بنثعلبة الأبجر، صحابي، مكثر الحديث، روىعن