بسم الله الرحمن الرحيم
قال: ثم نزل الضحاك عن المنبر و كتب إلىيزيد بن معاوية هذا:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد للّه الذيلبس رداء البقاء، و حكم على عبادهبالفناء، فقال عزّ و جل كُلُّ من عَلَيْهافانٍ وَ يَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُوالْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ
5: 26- 27 (1).
لعبد الله يزيد أمير المؤمنين، من الضحاكبن قيس، سلام عليك، أما بعد فكتابي إلىأمير المؤمنين فكتاب تهنئة و مصيبة، فأماالخلافة التي جاءتك فهي الهنئة، و أماالمصيبة فموت أمير المؤمنين معاوية (2)،إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِراجِعُونَ 2: 156. فإذا قرأت كتابي فالعجلالعجل! لتأخذ الناس ببيعة أخرى محدودة، والسلام عليك و رحمة الله و بركاته. قال: ثمّأثبت في أسفل كتابه هذين البيتين:
قال: ثم ورد الكتاب على يزيد (3)، فوثبصائحا باكيا، و أمر بإسراج دوابه و ساريريد دمشق، فصار إليها بعد ثلاثة أيام منمدفن معاوية (4)، و خرج حتى إذا
(1) سورة الرحمن الآية 26 و 27.
(2) وردت معاوية في الأصل مرتين مكررا.
(3) و كان يزيد بحوارين، موضع من تدمر علىمرحلتين. و قيل إنهم كتبوا إليه بعد أناشتد مرض معاوية، فأقبل و قد دفن (الطبري).
(4) في البداية و النهاية: ركب الضحاك بنقيس في جيش و خرج ليتلقى يزيد بن معاوية،فلما وصلوا إلى ثنية العقاب تلقتهم أثقاليزيد، و إذا يزيد ... و عليه الحزن ظاهر،فسلم عليه الناس بالإمارة و عزوه في أبيه.