تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

نسخه متنی -صفحه : 1648/ 937
نمايش فراداده

قدمنا أن السلطان خوارزم شاه ولى ابنه غياث الدين يترشاه كرمان وكيش ولم ينفذ إليها أيام أبيه ولما
كانت الكبسة على قزوين خلص إلى قلعة ماروت من نواحى اصبهان وأقام عند صاحبها ثم رجع إلى اصبهان ومر
به التتر ذاهبين إلى اذربيجان فحاصروه وامتنع عليهم وأقام بها إلى آخر سنة عشرين وستمائة فلما جاء
أخوه ركن الدين غورشاه من كرمان إلى اصبهان لقيه هنالك وحرضه غياث الدين على كرمان فنهض إليها
وملكها فلما قتل ركن الدين كما قلناه سار غياث الدين إلى العراق وكان ركن الدين لما ولاه أبوه
العراق جعل معه الامير بقاطابستى اتابكين فاستبد عليه فشكاه إلى أبيه وأذن له في حبسه فحبسه ركن
الدين بقلعة سرجهان فلما قتل ركن الدين كما قلناه أطلقهنائب القلعة أسد الدين حولي فاجتمع عليه
الناس وكثير من الامراء واستماله غياث الدين وأصهر إليه بأخته وماطله في الزفاف يستبرئ ذهاب الوحشة
بينهما وكانت اصبهان بعد مقتل ركن الدين غلب عليها ازبك خان واجتمعت عليه العساكر وزحف إليه الامير
بقاطابستى فاستنجد ازبك غياث الدين فانجده بعسكر مع الامير دولة ملك وعاجله بقاطابستى فهزمه بظاهر
اصبهان وقتله وملكها ورجع دولة ملك إلى غياث الدين فزحف غياث الدين إلى اصبهان وأطاعه القاضى
والرئيس صدر الدين وبادر بقاطابستى إلى طاعته ورضى عنه غياث الدين وزف إليه أخته واستولى غياث
الدين على العراق ومازندان وخراسان وأقطع مازندان وأعمالها دولة ملك وبقاطابستى همذان وأعمالها ثم
زحف غياث الدين إلى اذربيجان وشن الغارة على مراغة وترددت رسل صاحب اذربيجان ازبك بن البهلوان في
المهادنة فهادنه وتزوج بأخته صاحب بقحوان وقويت شوكته وعظم فكان بقاطابستى في دولته وتحكم فيها ثم
حدثته نفسه بالاستبداد وانتقض وقصد اذربيجان وبها مملوكان منتقضان على ازبك بن البهلوان فاجتمعا
معه وزحف إليهم غياث الدين فهزمهم ورجعوا مغلوبين إلى اذربيجان ويقال ان الخليفة دس بذلك إلى
بقاطابستى وأغراه بالخلاف على غياث الدين ثم لحق بغياث الدين آبنايخ خان نائب بخارى مفلتا من
واقعته مع التتر بجرجان فأكرمه وقدمه ونافسه خال السلطان دولة ملك وأخوه وسعوا إليها فزجرهما عنه
فذهبا مغاضبين ووقع دولة ملك في عساكر التتر بمرو وزنجان فقتل وهرب ابنه بركة خان إلى ازبك
باذربيجان ثم أوقع عساكر التتر بقاطابستى وهزموه ونجا إلى الكرم وخلص الفل إلى غياث الدين وعاد
التتر إلى ما وراء جيحون ثم تذكر صاحب فارس
|120|
سعد الدين بن زنكى وكاتبته أهل اصبهان حين كانوا منهزمين عنه فسار إليه وحاصره في قلعة اصطخر وملكها
ثم سار إلى شيراز وملكها عليه عنوة ثم سار إلى قلعة حرة فحاصرها حتى استأمنوا وتوفى عليها آبنايخ
خان ودفن هنالك بشعب سلمان وبعث عسكرا إلى كازرون فملكها عنوة واستباحها ثم سار إلى ناحية بغداد
وجمع الناس الجموع من اربل وبلاد الجزيرة ثم راسل غياث الدين في الصلح فصالحه ورجع إلى العراق (
أخبار السلطان جلال الدين منكبرس وهزيمته أمام التتر ثم عوده إلى الهند ) قد كان تقدم لنا أن أباه
خوارزم شاه لما قسم البلاد بين ولديه جعل في قسمه غزنة وباميان والغور وبست وهكياباد وما يليها من
الهند واستناب عليها ملك وأنزله غزنة فلما انهزم السلطان خوارزم شاه أمام التتر زحف إليه حربوشة
وإلى الغور فملكها من يده وكان من أمره ما قدمناه إلى أن استقر بها رضا الملك شرف الدين ولما أجفل
جلال الدين من نيسابور إلى غزنة واستولى التتر على بلاد خراسان وهرب أمراؤها فلحقوا بجلال الدين
فقتل نائب هراة أمين الملك خال السلطان وقد قدمنا محاصرته بسجستان ثم مراجعته طاعة السلطان جلال
الدين ولحق به أيضا سيف الدين بقراق الخلخى وأعظم ملك من بلخ ومظهر ملك والحسن فزحف كل منهم في
ثلاثين ألفا ومع جلال الدين من عسكره مثلها فاجتمعوا وكبسوا التتر المملوكة محاصرين قلعة قندهار
كما قلناه واستلحموهم ولحق فلهم بجنكزخان فبعث ابنه طولى خان في العساكر فساروا إلى جلال الدين
فلقيهم بشر وان وهزمهم وقتل طولى خان بن جنكز في المعركة وذهب التتر منهزمين واختلف عسكر السلطان
جلال الدين على الغنائم وتنازع سيف الدين بقراق مع امين الملك نائب هراة وتحيز إلى العراق وأعظم ملك
ومظفر ملك وقاتلوا أمين الملك فقتل أخ لبقراق وانصرف مغاضبا إلى الهند وتبعه أصحابه ولاطفهم جلال
الدين ووعظهم فلم يرجعوا وبلغ خبر الهزيمة إلى جنكزخان فسار في أمم التتر وسار جلال الدين فلقى
مقدمة عساكره فلم يفلت من التتر الا القليل ورجع فنزل على نهر السند وبعث بالصريخ إلى الامراء
المنحرفين عنه وعاجله جنكزخان قبل رجوعه فهزمه بعدالقتال والمصابرة ثلاثا وقتل أمين الملك قريب