تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 2 -صفحه : 654/ 473
نمايش فراداده

سنه 2

فيكونوا لنا عضدا فقال رسول الله (ص): ماترى يا بن الخطاب؟ قال: قلت: لا و الله، ماارى الذى راى ابو بكر، و لكنى ارى انتمكنني من فلان فاضرب عنقه، و تمكن حمزه منأخ له فيضرب عنقه، و تمكن عليا من عقيلفيضرب عنقه، حتى يعلم الله ان ليس فيقلوبنا هواده للكفار، هؤلاء صناديدهم وقادتهم و ائمتهم.

قال: فهوى رسول الله (ص) ما قال ابو بكر، ولم يهو ما قلت انا، فاخذ منهم الفداء، فلماكان الغد قال عمر: غدوت الى النبي (ص) و هوقاعد و ابو بكر، و إذا هما يبكيان، قال:

قلت: يا رسول الله أخبرني ما ذا يبكيك أنتو صاحبك؟ فان وجدت بكاء بكيت، و ان لم أجدتباكيت لبكائكما فقال رسول الله (ص): للذيعرض على أصحابك من الفداء لقد عرض علىعذابكم ادنى من هذه الشجرة- لشجره قريبه- وانزل الله عز و جل: «ما كان لنبي ان يكون لهاسرى حتى يثخن في الارض» الى قوله: «فيماأخذتم عذاب عظيم»، ثم أحل لهم الغنائم.

فلما كان من العام القابل في احد عوقبوابما صنعوا، قتل من اصحاب رسول الله (ص)سبعون، و اسر سبعون، و كسرت رباعيته و هشمتالبيضه على راسه، و سال الدم على وجهه، وفر اصحاب النبي (ص)، و صعدوا الجبل، فانزلالله عز و جل هذه الآية:

«ا و لما أصابتكم مصيبه قد أصبتم مثليهاقلتم انى هذا» الى قوله:

«ان الله على كل شي‏ء قدير»، و نزلت هذهالآية الاخرى:

«إذ تصعدون و لا تلوون على احد و الرسوليدعوكم في اخراكم» الى قوله: «من بعد الغمامنه»