تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 2 -صفحه : 654/ 53
نمايش فراداده

علم ما كانوا يخافونه من شده ولايته، واعلمهم انه قد ابدل ما كان في خلقه منالغلظه و الفظاظة رقه و رافه، و ساسهمبارفق السياسة، و سار فيهم باعدل السيرة،و كان حريصا على انتعاش الضعفاء و عمارهالبلاد و العدل على الرعية.

ثم هلك و لا ولد له، فشق ذلك على الناس،فسألوا بميلهم اليه عن نسائه، فذكر لهم انبعضهن حبلى و قد قال بعضهم: ان هرمز كاناوصى بالملك لذلك الحمل في بطن أمه، و انتلك المرأة ولدت سابور ذا الاكتاف.

و كان ملك هرمز في قول بعضهم ست سنين وخمسه اشهر، و في قول آخرين سبع سنين و خمسهاشهر.

ذكر ملك سابور ذي الاكتاف‏

ثم ولد سابور ذو الاكتاف بن هرمز بن نرسىبن بهرام بن بهرام بن هرمز بن سابور بنأردشير، مملكا بوصيه ابيه هرمز له بالملك،فاستبشر الناس بولادته، و بثوا خبره فيالافاق، و كتبوا الكتب، و وجهوا به البردالى الافاق و الاطراف، و تقلد الوزراء والكتاب الاعمال التي كانوا يعملونها فيملك ابيه، و لم يزالوا على ذلك، حتى فشاخبرهم، و شاع في اطراف مملكه الفرس انه كانلا ملك لهم، و ان أهلها انما يتلومون صبيافي المهد، لا يدرون ما هو كائن من امره،فطمعت في مملكتهم الترك و الروم.

و كانت بلاد العرب ادنى البلاد الى فارس،و كانوا من احوج الأمم الى تناول شي‏ء منمعايشهم و بلادهم، لسوء حالهم و شظفعيشهم، فسار جمع عظيم منهم في البحر منناحيه بلاد عبد القيس و البحرين و كاظمه،حتى أناخوا على ابرشهر و سواحل أردشير خرهو اسياف فارس، و غلبوا أهلها على مواشيهم وحروثهم و معايشهم، و أكثروا الفساد في تلكالبلاد، فمكثوا على ذلك من امرهم حينا، لايغزوهم احد من الفرس، لعقدهم تاج الملكعلى طفل من الأطفال، و قله هيبة الناس له،حتى تحرك سابور و ترعرع، فلما ترعرع ذكر انأول ما عرف من تدبيره و حسن فهمه، انهاستيقظ ذات‏