تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 3 -صفحه : 615/ 583
نمايش فراداده

«591»

سنه 14

و لست آمن ان يمدهم إخوانهم من اهل فارس،فانى اريد ان اوجهك الى ارض الهند، لتمنعاهل تلك الجيزه من امداد إخوانهم علىإخوانكم، و تقاتلهم، لعل الله ان يفتحعليكم فسر على بركه الله، و اتق الله مااستطعت، و احكم بالعدل، وصل الصلاةلوقتها، و اكثر ذكر الله فاقبل عتبة فيثلاثمائة و بضعه عشر رجلا، و ضوى اليه قوممن الاعراب و اهل البوادى، فقدم البصره فيخمسمائة، يزيدون قليلا او ينقصون قليلا،فنزلها في شهر ربيع الاول- او الآخر- سنهاربع عشره، و البصره يومئذ تدعى ارض الهندفيها حجارة بيض خشن، فنزل الخريبة، و ليسبها الا سبع دساكر، بالزابوقه و الخريبة وموضع بنى تميم و الأزد: ثنتان بالخريبة، وثنتان بالازد، و ثنتان في موضع بنى تميم وواحده بالزابوقه فكتب الى عمر، و وصف لهمنزله فكتب اليه عمر: اجمع للناس موضعاواحدا، و لا تفرقهم، فأقام عتبة أشهرا لايغزو و لا يلقى أحدا.

و اما محمد بن بشار، فانه حدثنا، قال:حدثنا صفوان بن عيسى الزهري، قال: حدثناعمرو بن عيسى ابو نعامة العدوى، قال: سمعتخالد بن عمير و شويسا أبا الرقاد، قالا:بعث عمر بن الخطاب عتبة بن غزوان، فقال له:انطلق أنت و من معك، حتى إذا كنتم في اقصىارض العرب و ادنى ارض العجم، فأقيموافاقبلوا حتى إذا كانوا بالمربد وجدوا هذاالكذان قالوا: ما هذه البصره؟ فساروا حتىبلغوا حيال الجسر الصغير، فإذا فيه حلفاءو قصب نابته، فقالوا: هاهنا أمرتم، فنزلوادون صاحب الفرات، فاتوه فقالوا: ان هاهناقوما معهم رايه، و هم يريدونك، فاقبل فياربعه آلاف اسوار، فقال: ما هم الا ما ارى،اجعلوا في أعناقهم الحبال، و أتوني بهم،فجعل عتبة يزجل، و قال: انى شهدت الحرب معالنبي (ص)، حتى إذا زالت الشمس، قال:احملوا، فحملوا عليهم فقتلوهم اجمعين،فلم يبق منهم احد الا صاحب الفرات، اخذوه