سنه 28
و كان يدعو الله ان يرزقه العافيه فيجنده، و الا يبتليه بمصاب احد منهم، ففعل،حتى إذا اراد الله ان يصيبه وحده، خرج فيقارب طليعه، فانتهى الى المرقى من ارضالروم، و عليه سؤال يعترون بذلك المكان،فتصدق عليهم، فرجعت امراه من السؤال الىقريتها، فقالت للرجال: هل لكم في عبد اللهبن قيس؟ قالوا: و اين هو؟ قالت: في المرقى،قالوا: اى عدوه الله! و من اين تعرفين عبدالله بن قيس؟ فوبختهم، و قالت: أنتم اعجزمن ان يخفى عبد الله على احد فثاروا اليه،فهجموا عليه، فقاتلوه و قاتلهم، فاصيبوحده، و افلت الملاح حتى اتى اصحابه،فجاءوا حتى ارقوا، و الخليفة منهم سفيانبن عوف الأزدي، فخرج فقاتلهم، فضجر و جعليعبث باصحابه و يشتمهم، فقالت جاريه عبدالله: وا عبد الله، ما هكذا كان يقول حينيقاتل! فقال سفيان: و كيف كان يقول؟ قالت:
الغمرات ثم ينجلينا.
فترك ما كان يقول، و لزم: الغمرات ثمينجلينا و اصيب في المسلمين يومئذ، و ذلكآخر زمان عبد الله بن قيس الجاسي، و قيللتلك المرأة بعد:
باى شيء عرفتيه؟ قالت: بصدقته، اعطى كمايعطى الملوك، و لم يقبض قبض التجار.
و كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن ابىحارثة و ابى عثمان، قالا: قيل لتلك المرأةالتي استثارت الروم على عبد الله بن قيس:
كيف عرفته؟ قالت: كان كالتاجر، فلما سألتهأعطاني كالملك، فعرفت انه عبد الله بن قيس.
و كتب الى معاويه و العمال: اما بعد،فقوموا على ما فارقتم عليه عمر، و لاتبدلوا، و مهما اشكل عليكم، فردوه إلينانجمع عليه الامه، ثم نرده