سنه 29
و بعث على كرمان عبد الرحمن بن غبيس، و بعثالى فارس و الاهواز نفرا، و ضم سواد البصرهالى الحصين بن ابى الحر، ثم عزل عبد اللهبن عمير، و استعمل عبد الله بن عامر فاقرهعليها سنه ثم عزله، و استعمل عاصم بن عمرو،و عزل عبد الرحمن بن غبيس، و اعاد عدى بنسهيل بن عدى.
و لما كان في السنه الثالثه كفر اهل ايذج والأكراد، فنادى ابو موسى في الناس، و حضهمو ندبهم، و ذكر من فضل الجهاد في الرجله،حتى حمل نفر على دوابهم، و اجمعوا على انيخرجوا رجالا و قال آخرون: لا و الله لانعجل بشيء حتى ننظر ما صنيعه؟ فان اشبهقوله فعله فعلنا كما فعل أصحابنا.
فلما كان يوم خرج اخرج ثقله من قصره علىاربعين بغلا، فتعلقوا بعنانه، و قالوا:احملنا على بعض هذه الفضول، و ارغب منالرجله فيما رغبتنا فيه، فقنع القوم حتىتركوا دابته و مضى، فاتوا عثمان، فاستعفوهمنه، و قالوا: ما كل ما نعلم نحب ان نقوله،فأبدلنا به، فقال: من تحبون؟ فقال غيلان بنخرشه: في كل احد عوض من هذا العبد الذى قداكل أرضنا، و أحيا امر الجاهلية فينا، فلاننفك من اشعرى كان يعظم ملكه عن الاشعرين،و يستصغر ملك البصره، و إذا امرت عليناصغيرا كان فيه عوض منه، او مهترا كان فيهعوض منه، و من بين ذلك من جميع الناس خيرمنه.
فدعا عبد الله بن عامر و امره على البصره،و صرف عبيد الله بن معمر الى فارس، واستعمل على عمله عمير بن عثمان بن سعدفاستعمل على خراسان في سنه اربع أمين بناحمر اليشكري، و استعمل على سجستان في سنهاربع عمران بن الفصيل البرجمى، و علىكرمان عاصم بن عمرو، فمات بها.
فجاشت فارس، و انتقضت بعبيد الله بن معمر،فاجتمعوا له بإصطخر، فالتقوا على باباصطخر، فقتل عبيد الله و هزم جنده، و بلغالخبر عبد الله ابن عامر، فاستنفر اهلالبصره، و خرج معه الناس، و على مقدمتهعثمان ابن ابى العاص، فالتقوا هم و همبإصطخر، و قتل منهم مقتله عظيمه لم يزالوا