سنه 32
عن رجل، عن كليب بن الحلحال، عن الحلحالبن ذرى، قال:
خرجنا مع ابن مسعود سنه احدى و ثلاثين ونحن اربعه عشر راكبا حتى أتينا على الربذةفإذا امراه قد تلقتنا، فقالت: اشهدوا أباذر- و ما شعرنا بامره و لا بلغنا- فقلنا: واين ابو ذر؟ فأشارت الى خباء، فقلنا: ماله؟ قالت:
فارق المدينة لامر قد بلغه فيها، ففارقهاقال ابن مسعود: ما دعاه الى الاعراب؟فقالت: اما ان امير المؤمنين قد كره ذلك، ولكنه كان يقول:
هي بعد، و هي مدينه فمال ابن مسعود اليه وهو يبكى، فغسلناه و كفناه، و إذا خباءمنضوخ بمسك، فقلنا للمرأة: ما هذا؟ فقالت:كانت مسكه، فلما حضر قال: ان الميت يحضرهشهود يجدون الريح، و لا يأكلون، فدوفى تلكالمسكه بماء، ثم رشى بها الخباء فاقريهمريحها، و اطبخى هذا اللحم، فانه سيشهدنىقوم صالحون يلون دفنى، فاقريهم، فلمادفناه دعتنا الى الطعام فأكلنا، و أردنااحتمالها، فقال ابن مسعود: امير المؤمنينقريب، نستامره، فقدمنا مكة فأخبرناهالخبر، فقال: يرحم الله أبا ذر، و يغفر لهنزوله الربذة! و لما صدر خرج فاخذ طريقالربذة، فضم عياله الى عياله، و توجه نحوالمدينة، و توجهنا نحو العراق، و عدتنا:ابن مسعود و ابو مفزر التميمى، و بكر بنعبد الله التميمى، و الأسود بن يزيدالنخعى و علقمه بن قيس النخعى، و الحلحالابن ذرى الضبي و الحارث بن سويد التميمى، وعمرو بن عتبة بن فرقد السلمى، و ابن ربيعهالسلمى، و ابو رافع المزنى، و سويد بنمثعبه التميمى، و زياد بن معاويه النخعى،و أخو القرثع الضبي، و أخو معضدالشيبانى.
و في سنه اثنتين و ثلاثين فتح ابن عامر مروروذ و الطالقان و الفارياب و الجوزجان وطخارستان.
ذكر الخبر عن ذلك:
قال على: أخبرنا سلمه بن عثمان و غيره، عناسماعيل بن مسلم، عن